محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، الشهير بالطاهر بن عاشور أحد الأعلام المشهورين والمفسرين المعروفين. كانت حياته التي زادت على ٩٠ عامًا جهادًا في طلب العلم، أحدثت آراؤه نهضة في علوم الشريعة والتفسير والتربية والتعليم والإصلاح. ولد بتونس في ١٢٩٦هـ في أسرة علمية عريقة تمتد أصولها إلى بلاد الأندلس. حفظ الطاهر القرآن الكريم، وتعلم اللغة الفرنسية، والتحق بجامع الزيتونة سنة ١٣١٠هـ وهو في الرابعة عشرة من عمره، ولم تمض سنوات قليلة حتى عين مدرسًا من الطبقة الأولى بعد اجتياز اختبارها سنة ١٣٢٤هـ. واختير للتدريس في المدرسة الصادقية وكان لهذه التجربة المبكرة في التدريس بين الزيتونة -ذات المنهج التقليدي- والصادقية -ذات التعليم العصري المتطور- أثرها في حياته، فدون آراءه هذه في كتابه "أليس الصبح بقريب؟ " ثم اختير شيخا لجامع الزيتونة في ١٣٥١ هـ كما كان شيخ الإسلام المالكي؛ فكان أول شيوخ الزيتونة الذين جمعوا بين هذين المنصبين، ولكنه لم يلبث أن استقال من المشيخة بعد سنة ونصف بسبب العراقيل التي وضعت أمام خططه لإصلاح الزيتونة، وبسبب اصطدامه ببعض الشيوخ عندما عزم على إصلاح التعليم في الزيتونة. وأعيد تعيينه سنة ١٣٦٤هـ وفي هذه المرة أدخل إصلاحات كبيرة في نظام التعليم الزيتوني؛ فارتفع عدد الطلاب الزيتونيين، وزادت عدد المعاهد التعليمية. ولدى استقلال تونس أسندت إليه رئاسة الجامعة الزيتونية سنة ١٣٧٤هـ. ومن مؤلفاته: كتاب تفسير القرآن المسمى بـ"التحرير والتنوير" الذي احتوى على خلاصة آرائه الاجتهادية والتجديدية، وله كتاب "مقاصد الشريعة". ومن المواقف المشهورة للطاهر بن عاشور رفضه القاطع استصدار فتوى تبيح الفطر في رمضان، وكان ذلك عام ١٣٨١هـ عندما دعا الحبيب بورقيبة الرئيسُ التونسي السابق العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج، وطلب من الشيخ أن يفتي في الإذاعة بما يوافق هذا، لكن الشيخ صرح في الإذاعة بما يريده الله تعالى، بعد أن قرأ آية الصيام، وقال بعدها:"صدق الله وكذب بورقيبة"، فخمد هذا التطاول المقيت وهذه الدعوة الباطلة بفضل مقولة ابن عاشور. توفي الطاهر بن عاشور في ١٣رجب ١٣٩٣ هـ رحمه الله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً