[وفاة الأستاذ مصطفى مشهور المرشد العام الخامس للإخوان المسلمين بمصر.]
العام الهجري:١٤٢٣
الشهر القمري:رجب
العام الميلادي:٢٠٠٢
تفاصيل الحدث:
ولد الأستاذ مصطفى مشهور في الخامس عشر من أيلول ١٩٢١م بقرية السعديين التابعة لمركز منيا القمح محافظة الشرقية شمال مصر، والتحق بكتّاب القرية لمدة عامين، فالمدرسة الابتدائية بمدينة منيا القمح، ثم المدرسة الثانوية بمدينة الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية، ومكث بها عامين دراسيين، الأول والثاني الثانويين، ثم سافر إلى القاهرة حيث أكمل المرحلة الثانوية بمدرسة العباسية الثانوية .. والتحق بكلية العلوم جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الآن) وانضم إلى شعبة الرياضيات وتخرج منها سنة ١٩٤٢م، وفي القاهرة تعرف على دعوة الإخوان المسلمين، وأعجب بحديث البنا أيما إعجاب، وحرص على المداومة عليه، ثم تعرف على بعض الإخوان الذين ألحقوه بإحدى الأسر الإخوانية عام ١٩٣٦م، وبايع مسؤول تلك الأسرة على الالتزام بدعوة الإخوان. وفي أثناء دراسته لازمته فكرة الجهاد ضد الاستعمار الإنجليزي المحتل لأرض مصر وضرورة مقاومته، وكان يرى أن الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، لذلك كانت دعوته لزملاء الدراسة للانضمام لدعوة الإخوان تبدأ من ضرورة مقاومة المستعمر المحتل، وكان رحمه الله قد تخرج من مصلحة الأرصاد الجوية، حيث عين متنبئاً جوياً، وكان في تلك الفترة عضواً قيادياً في (النظام الخاص) الذي أنشأه الشيخ حسن البنا رحمه الله لمقاومة الاحتلال البريطاني، والاستعداد لمواجهة العصابات الصهيونية في فلسطين، وقد خاض هذا النظام حرباً وسجل بطولات خالدة ضد العصابات اليهودية في حرب ١٩٤٨ أشاد بها قادة الجيش المصري، وقادة عصابات اليهود. ولكنه سجن بسبب هذا النظام مدة ثلاث سنوات وذلك سنة ١٩٤٨ مع عدد من إخوانه، وخرج سنة ١٩٥١، وبعد خروجه من السجن اشتغل الأستاذ بالتجارة وأسس مع آخرين (الشركة الشرقية للتجارة) إيتكو. وفي سنة ١٩٥٤ دبر حادث المنشية وكان الأستاذ مصطفى مشهور ممن زُجّوا في السجون ظلماً، وفي محاكمة لم يستغرق التحقيق فيها إلا ثلاث دقائق حكم عليه بعشر سنوات أشغالا شاقة، وخرج من السجن وقد عزم على الاستمرار في العمل والدعوة .. وقد اختاره الإخوان مسؤولاً لقطاع طلبة الجامعات عام ١٩٧٤م لما لها من الأهمية، ثم سافر إلى ألمانيا إثر اعتقالات في صفوف الإخوان زمن السادات، وبقي هناك خمس سنوات، ثم عاد بعد تولي الأستاذ محمد حامد أبي النصر مرشداً عاماً، حيث اختير نائباً للمرشد العام. وعقب وفاة أبي النصر رحمه الله في شباط ١٩٩٦م عين فضيلة الأستاذ مصطفى مشهور مرشداً عاماً. ومن أهم أفكاره (إن بناء الذات الإنسانية المسلمة لرجل الدعوة هي أهم وأصعب ميادين البناء، لأن بناء الرجال أشق من بناء المؤسسات). كان يتحلى بالصبر والشجاعة والتواضع، ثم في يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر تشرين أول سنة ٢٠٠٢م وبعد صلاة العصر وحين هم بمغادرة المسجد انتابته غيبوبة سقط على أثرها أرضاً ونقل بعدها إلى المستشفى، حيث توفي رحمه الله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً