هو الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين علي بن تبكتكين التركماني أبو سعيد الملك المعظم، تولى إربل بعد وفاة أبيه وأقام بها مدة وانتقل إلى الموصل ثم دخل الشام واتصل بالملك صلاح الدين فأكرمه كثيرا، وكانت له آثار حسنة وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون، وكان قد هم بسياقة الماء إليه من ماء بذيرة فمنعه المعظم من ذلك، واعتل بأنه قد يمر على مقابر المسلمين بالسفوح، وكان يهتم بعمل المولد الشريف اهتماما زائدا حتى إنه كان يرقص بنفسه ويمارس هذه البدعة بنفسه، وقد صنف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدا في المولد النبوي سماه " التنوير في مولد البشير النذير "، فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في الملك في زمان الدولة الصلاحية، وقد كان محاصر عكا وإلى هذه السنة محمود السيرة والسريرة، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمين وغيرهما، ويفتك من الفرنج في كل سنة خلقا من الأسارى، حتى قيل إن جملة من استفكه من أيديهم ستون ألف أسير، وكانت وفاته بقلعة إربل، وأوصى أن يحمل إلى مكة فلم يتفق فدفن بمشهد علي.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً