للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة السلطان الناصر محمد بن قلاوون وتولي ابنه المنصور أبي بكر بعده.]

العام الهجري:٧٤١

الشهر القمري:ذو الحجة

العام الميلادي:١٣٤١

تفاصيل الحدث:

لما زاد مرض السلطان بالإسهال وخارت قواه أشار عليه بعض الأمراء أن يعهد بالملك إلى أحد أولاده فأجاب إلى ذلك فجعل ابنه أبا بكر سلطانا بعده، وأوصاه بالأمراء، وأوصى الأمراء به، وعهد إليهم ألا يخرجوا ابنه أحمد من الكرك وحذرهم من إقامته سلطاناً، وجعل قوصون وبشتاك وصييه، وإليهما تدبير ابنه أبي بكر وحلفهما، ثم حلف السلطان الأمراء والخاصكية، وأكد على ولده في الوصية بالأمراء، وأفرج عن الأمراء المسجونين بالشام، وهم طيبغا حاجي وألجيبغا العادلى وصاروجا، ثم قام الأمراء، فبات السلطان ليلة الثلاثاء، وأصبح وقد تخلت عنه قوته، وأخذ في النزع يوم الأربعاء، فاشتد عليه كرب الموت حتى مات أول ليلة الخميس حادي عشر من ذي الحجة، وله من العمر سبع وخمسون سنة وأحد عشر شهراً وخمسة أيام وكان قد أقيم الناصر في السلطنة بعد أخيه الملك الأشرف خليل سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وعمره تسع سنين ثم خلع في سادس عشر المحرم سنة أربع وتسعين، وجرى له ما تقدم ذكره إلى أن حضر من الكرك، وأعيد إلى الملك ثانيا، فأقام في الملك إلى سنة ثمان وسبعمائة، وخرج يريد الحج، فتوجه إلى الكرك غيظاً من حجر سلار وبيبرس عليه، فقام بيبرس في السلطة ثم اضطربت أموره، وقدم الناصر من الشام إلى مصر، فملك مرة ثالثة في شوال سنة تسع وسبعمائة واستبد الناصر من حينئذ بالأمر من غير معارض مدة اثنتين وثلانين سنة وشهرين وخمسة وعشرين يوماً، كانت له فيها سير وأنباء، وكان الناصر أطول ملوك زمانه عمراً وأعظمهم مهابة، أما السلطان الجديد فلقبه الأمراء الأكابر بالملك المنصور، وجلسوا حوله، واتفقوا على إقامة الأمير سيف الدين طقزدمر الحموي - زوج أمه - نائب السلطة بديار مصر، وأن يكون الأمير قوصون مدبر الدولة ورأس المشورة، ويشاركه في الرأي الأمير بشتاك.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>