لم يبق من إمارات الغرب بعد سقوط لبلة وشلطيش وشنتمرية في يد المعتضد بن عباد سوى إمارة شلب وكانت هذه الإمارة من أهم إمارات الغرب بعد إشبيلية وكانت تشمل كورة شلب وكورة باجة وكان الحاجب عيسى بن محمد قد تغلب في أعقاب الفتنة على هذه المنطقة النائية وأقام بها دولة واستمر مسيطرا عليها حتى توفي سنة ٤٣٢ هـ فخلفه في حكمها ولده محمد بن عيسي الملقب عميد الدولة واضطر عميد الدولة في اتقاء لعدوان ابن عباد أن ينزل له عن مدينة باجة وأن يكتفي بحكم شلب وكان ابن عباد قد استولى قبل ذلك على ميرتلة قاعدتها الجنوبية من يد صاحبها ابن طيفور في سنة ٤٣٦ هـ وأصبحت باجة تحت رحمته واستمر عميد الدولة في حكم شلب حتى توفي في سنة ٤٤٠ هـ وعندئذ ثار بها القاضي عيسى بن أبي بكر بن مزين فبايعه أهلها وبسط حكمه عليها وتلقب بالمظفر واستمر حكمه خمس سنوات وابن عباد دائب على مهاجمته وشن الغارات عليه وهو يرده ما استطاع حتى قتل في أواخر سنة ٤٤٥ هـ مدافعا عن مدينته فخلفه ولده محمد بن عيسى وتلقب بالناصر وحكم حتى توفي في سنة ٤٥٠ هـ فخلفه ولده عيسى وتلقب بالمظفر وبدأ المعتضد في تكرار حملاته عل شلب ثم ضرب الحصار حولها وقطع عنها سائر الإمداد حتى اشتد الأمر على أهلها وانتهى بأن اقتحمها بعد أن هدم أسوارها ودخل القصر وقتل عيسى المظفر وذلك في شوال من سنة ٤٥٥ هـ وهكذا استطاع المعتضد بن عباد القضاء على دولة بني مزين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً