اختلف العلماء في وقت وقوع هذه الغزوة، والأصح والأظهرل أنها كانت في شعبان من السنة الخامسة الهجرية، وذهب إلى هذا القول الذهبي وابن القيم وابن كثير وابن حجر وغيرهم. وفي صحيح البخاري أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ. وذكر ابن إسحاق أنه بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له المريسيع من ناحية قديد الى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه. وليس بين هذه الرواية ورواية البخاري تعارض فقد جمع ابن حجر بينهما بقوله:(ويحتمل أن يكون لما دهم المسلمون بني المصطلق وهم على الماء ثبتوا قليلا وقاتلوا، ولكن وقعت الغلبة عليهم). وقد كان من بين السبي جويرية بنت الحارث سيد القوم فأسلمت وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. وأُعتِقَ بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فكانت من أعظم الناس بركة على قومها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً