[انفصال باكستان عن الهند وتعيين محمد علي جناح حاكما عليها.]
العام الهجري:١٣٦٦
الشهر القمري:شعبان
العام الميلادي:١٩٤٧
تفاصيل الحدث:
لقد كانت قضية تقسيم الهند بين المسلمين والهندوس قضية شائكة جدا وبقيت سنوات عدة بين أخذ ورد ومقترحات ومشروعات ومفاوضات وتدخلات بريطانية وما إلى ذلك، وكان من آخرها اللجنة الوزارية المؤلفة من ثلاثة بريطانيين مهمتهم المباحثة مع زعماء الهند، وأجرت المحادثات وادعت أن الشعب باستثناء الرابطة الإسلامية يرغب في وحدة الهند، وأنهم سيرون موضوع استقلال باكستان وزعموا أن إقامة دولة باكستان لن يحل المشكلة وإن كان ففي حدود أضيق مما يطالب به الانفصاليون، وقام مجلس الرابطة الإسلامية برد مقترحات هذه البعثة الوزارية والتي من بينها تقسيم البنجاب والبنغال، وقامت مظاهرات واشتدت في كل أرجاء الهند وعمل الهندوس خلالها على قتل كل من ينسب إلى حزب المؤتمر الهندي من المسلمين وفتكوا بالتجار القادمين من دلهي، ثم دعي الأطراف الممثلون عن حزب الرابطة والمؤتمر وطائفة السيخ للسفر إلى لندن للمشاورة، واستمر النزاع فأعلنت بريطانيا عن خطة جديدة ثم في ٢٥ شعبان ١٣٦٦هـ / ١٤ تموز ١٩٤٧م قدم إلى المجلس النيابي البريطاني قرار استقلال الهند مؤلفا من عشرين مادة وثلاثة جداول، ثم حاز القرار على التصديق الملكي في ٢٩ شعبان وجاء فيه: تنشأ اعتبارا من ٢٧ رمضان ١٣٦٦هـ / ١٤ آب ١٩٤٧م دولتان مستقلتان من طراز الدومنيونات (مستعمرات لها نظام حكم ذاتي واستقلال وحكومة خاصة مع بقائها تحت التاج الملكي البريطاني) في الهند تعرف إحداهما بالهند وثانيهما باكستان وسيكون في كل دولة حاكم يدير الدومنيون ويتم تعيينه من قبل صاحب الجلالة (وتم تعيين محمد علي جناح حاكما عاما على باكستان)، ثم جرى خلاف حول بعض المقاطعات مثل جوناكاد (التي أخذها الهنود بالقوة العسكرية بمباركة إنكلترا) وحيدرأباد (التي أيضا أخذها الهنود بالقوة العسكرية عام ١٣٦٧هـ بسكوت إنكلترا وعصبة الأمم) وكشمير (التي ما يزال الخلاف عليها قائما إلى اليوم) ونيبال وبوتان وسيلان وسكيم (وهذه مقاطعات لم تدخل ضمن التقسيم وإنما شكلت دولا مستقلة ولكن سكيم انضمت للهند عام ١٣٩٦هـ) وغوا (احتفظ بها البرتغاليون كميناء تابع لهم) وبونديشيري (احتفظ الفرنسيون بهذا الميناء) ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم لم يتم بسهولة فقد عمل الهندوس على تفريغ أكبر قدر من عصبيتهم قبل أن يفلت المسلمون من أيديهم فأقاموا الحواجز التي تمنع وصول المسلمين وارتكبوا المذابح الشنيعة وأحرقوا القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان حرقوا وسبوا ودمروا القرى ومحطات السكك، وفعلوا ما تقشعر منه الأبدان وخاصة في دهلي والبنجاب الشرقية حيث قتل خلال يومي ١٤ و١٥ شوال ١٣٦٦هـ مائتا ألف مسلم في مدينة أمريتسار.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً