بقيت ألبانيا تحت الاحتلال الإيطالي نحو أربع سنوات، ثم وقعت تحت ألمانيا، لكنها ما لبثت أن انسحبت منها بعد عام واحد، وكانت الهزائم قد توالت عليها، ولم تجد مفرًا من ترك ألبانيا؛ فتسلم الحكم فيها جبهة التحرير القومية بقيادة الشيوعيين، وكانت هذه الجبهة قد تأسست في سنة (١٣٦٠هـ = ١٩٤١م)، وقادت حركة المقاومة ضد الغزو الإيطالي والألماني. ولما وضعت الحرب أوزارها، وعاد الهدوء إلى ألبانيا، أُجريت انتخابات في سنة (١٣٦٥هـ = ١٩٤٥م)، أسفرت عن فوز "أنور خوجا" زعيم الحزب الشيوعي الألباني، وأُعلنت ألبانيا جمهوريةً شعبية، حكم خوجا بلاده بالحديد والنار، وفرض عليها عزلة صارمة. وحارب الأديان كلها، وأصدر على مدار سنوات حكمه العديد من القرارات التي هدفت إلى تجريم ممارسة الشعائر الدينية وإلى تحويل المساجد إلى متاحف ومخازن ومتاجر ومراقص. وظل أنور خوجا يحكم ألبانيا إحدى وأربعين سنة، حتى تُوفي في (٢٠ من رجب سنة ١٤٠٥هـ = ١١ من إبريل ١٩٨٥م) عن عمر يناهز السابعة والسبعين، وخلفه "رافر عليا" الذي قام بعدد من الإصلاحات، بعد أن هبّت رياح الحرية في أوربا الشرقية، وشملت هذه الإصلاحات التي قام بها رفع القيود على ممارسة الألبان لشعائرهم الدينية، وإعادة فتح المساجد التي أُغلقت من قبل، والموافقة على حرية السفر، والاعتراف بحق كل مواطن في الحصول على جواز سفر. واتجهت ألبانيا بعد ذلك إلى الانفتاح على أوربا والتقارب مع دولها، ورفع القيود عن الاستعمار الأجنبي، وإنهاء الحظر على التعددية الحزبية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً