[انقسام باكستان الشرقية في الحرب الهندية الباكستانية وقيام دولة بنغلادش فيها.]
العام الهجري:١٣٩١
الشهر القمري:شوال
العام الميلادي:١٩٧١
تفاصيل الحدث:
بدأت المطالبة في باكستان بتقسيم باكستان الشرقية (بنغلادش حاليا) عن باكستان الغربية (باكستان الحالية) وكان مجيب الرحمن في باكستان الشرقية هو الداعي إلى هذا الفصل والذي دعمته أمريكا بمائة مليون روبية، وكان من المؤيدين أيضا لهذا الانفصال ذو الفقار علي بوتو الشيعي، وذلك حتى تصبح نسبتهم في الجناح الغربي ثمان بالمائة حيث إنها ببقاء القسمين معا لا تتجاوز الأربعة بالمائة، وأيد الأمريكان أيضا هذا التيار بمثل ما أيدوا به مجيب الرحمن، إضافة إلى أن الرئيس يحيى خان الشيعي أوعز للشيعة بتأييد ذو الفقار هذا، وكان هذا الانفصال لصالح الهند بالدرجة الأولى لأنها الدولة الوحيدة القادرة على التصدي لها في المنطقة، ومن صالح اليهود أيضا لأن باكستان الإسلامية هي الدولة الوحيدة المرشحة للقوة النووية التي ستكون قادرة إن أرادت أن تقف في وجه أعداء الإسلام، ولذلك أيضا أيدت الهند مجيب الرحمن وأعوانه في الجناج الشرقي، وأثناء هذا الصراع حدد الرئيس يحيى خان في محرم ١٣٩١هـ / آذار ١٩٧١م موعدا لعقد جلسة نيابية ثم صدر إعلان التأجيل لموعد الجلسة الذي فجر العصيان المسلح في باكستان الشرقية، وارتكبت أبشع الجرائم وسلبت المحلات التجارية وحرق الناس وهم أحياء وهتكت الأعراض، ثم تم اعتقال مجيب الرحمن، وهرب كثير من العناصر الانفصالية من الجناح الشرقي (أغلبهم هندوس) إلى الهند، ومنها بدؤوا العمل السياسي حيث طلبوا مساعدة من اليهود فذهب محمود قاسم باسم مندوب بنغلادش لطلب العتاد الحربي فطلب مليوني قذيفة من مختلف العيارات ومدافع منوعة وصواريخ أرضية، ثم أعلنت الهند أن ثوار بنغلادش قد شنوا هجوما على باكستان الشرقية وقد أسسوا دولة لهم، وفي الحقيقة الهند هي التي قامت بهذا الهجوم باسم اللاجئين، فبدأت الحرب بين الباكستان والهند على طول الجبهات في الشرق والغرب، وكانت الهند قد عقدت حلفا مع روسيا لضمان عدم تدخل الصين، وكان على الهند أن ترمي بكل ثقلها على الجبهة الشرقية لتنتهي منها، ثم في ٢٥ جمادى الآخرة ١٣٩١هـ / ١٧ آب ١٩٧١م تقدمت باكستان بشكوى للأمم المتحدة لوقف التدخل الهندي في مشكلات باكستان الداخلية، وكررت الشكوى لكن دون جدوى، وحاول الرئيس الباكستاني بمناسبة عيد الفطر أن يحسن الأوضاع بإرسال تحية للهند، ولكن كان الرد معاكسا جدا فبعد يومين من هذه الرسالة دفعت الهند باثني عشرة فرقة من المشاة وعدة ألوية من المدرعات لتقتحم حدود باكستان الشرقية وكان عدد الجنود يزيد على ٢٤٠ ألف جندي ومعهم دبابات روسية ذات مدافع ثقيلة بالإضافة للطائرات الروسية، وهكذا تقدمت الهند في الجبهة الشرقية برا وبحرا ولم يكن بالمقابل الدفاع الباكستاني يزيد عن ثمانين ألف مقاتل بدون طيران ومع عدم وصول الإمدادت وانحصارها من أكثر من جهة اندحرت القوات الباكستانية، وأشاعت أمريكا كذبا أن أسطولها البحري اتجه إلى خليج البنغال لمساعدة باكستان وذلك حتى تتجه الأنظار إلى الهند عندما يتبين للناس بهذه الحركة أن باكستان عميلة لأمريكا، والواقع أن أسطول أمريكا لم يتحرك من مكانه أصلا، بالإضافة إلى أن هذا الخبر يمنع تحرك الصين لمساعدة باكستان، ثم استسلمت باكستان الشرقية وبدأت الإبادة الجماعية والمذابح الرهيبة فقتل العلماء والناس ومثلوا بالجثث وكل ذلك بمرأى ومسمع من العالم الذي لم يحرك ساكنا وما ذلك إلا لأنه يقع على المسلمين وإلا لتحركت عصبة الأمم كما تحركت فورا في الحرب السابقة عندما رأت كفة الباكستان بدأت ترجح، وأعلن عن قيام دولة بنغلادش فاستلم رئاسة الدولة نصر الإسلام، وغدا الجيش الباكستاني في الجناح الشرقي كله أسيرا ووقع قائده الجنرال نيازي وثيقة الاستسلام وأعلن مندوب بغلادش في بيروت جلال الدين أحمد أن دولته ستقوم على أساس علماني، وأما على الجبهة الغربية فلم تستطع الهند تحقيق الكثير، ثم خرج قرار من الجمعية العمومية بوقف إطلاق النار بعد أن فشل في عصبة الأمم بسبب معارضة روسيا واستخدامها حق النقض (الفيتو) ورغم موافقة باكستان على القرار استمرت الهند في العدوان إلى أن توقف القتال في ٢٩ شوال ١٣٩١هـ / ١٧ كانون الأول ١٩٧١م.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً