المؤسّس الحقيقي للصهيونية اليهودية السياسية هو (تيودور هرتزل) ١٨٦٠ - ١٩٠٤م، الذي كان منهجه يكمن في توظيف اليهود لحلّ مشاكل الغرب والنظر إلى المسألة اليهودية كمشكلة سياسية دولية غربية تجتمع كل الأمم المتحضّرة أي الغربية لمناقشتها وإيجاد حلّ لها، لكن ذلك سيتّم بمراقبة الرأي العام الغربي وبمعاونة صادقة من الحكومات المعنّية. لقد دعا هرتزل إلى هجرة يهودية علنية بمساعدة دولة أوروبية كبرى معتمداً على فقراء اليهود الذين يشكلّون قوة عاملة رخيصة، مشجعاً البرجوازية اليهودية على الهجرة، لأنّها ستجد في الوطن الجديد مجالاً لممارسة حرّيتها بعيدة عن منافسة البرجوازية الأوروبية. ويعتبر كتاب هرتزل دولة اليهود الذي صدر سنة ١٨٩٦م ذا أثرٍ كبير في تشكّل الحركة الصهيونية الحديثة وتطورها وقبل أن ينشر كتابه قام بنشاط فعّال التقى خلاله شخصيات يهودية ثريّة بحث معها مشروع الدولة اليهودية، مثل المليونير الشهير (البارون هيرش) كما التقى مع عدد من القادة البريطانيين الصهيونيين في لندن سنة ١٨٩٥م، منهم (صموئيل منونتامو) الثري اليهودي والنائب في مجلس العموم عن حزب الأحرار، ودوّن إثر لقائه معه بعض الأفكار المتعلّقة بفلسطين الكبرى بدل القديمة. وحاول مراراً الاتصال بالسلطان العثماني لحثّه على منح اليهود فلسطين.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً