للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة سليمان باشا الفرنساوي (القائد بالجيش المصري).]

العام الهجري:١٢٧٦

الشهر القمري:شوال

العام الميلادي:١٨٦٠

تفاصيل الحدث:

عندما فكر محمد علي في بناء جيش مصري حديث? ?يحافظ على إنجازاته، عهد إلى ضابط ?فرنسي ?- من بقايا حروب نابليون اسمه? "?الكولونيل أوكتاف جوزيف انتلم سيف" - بتكوين النواة الأولى من الضباط،? ?واختار له أسوان حتى ?يبتعد الطلاب عن القاهرة ومؤثراتها والمؤامرات التي كانت تحاك فيها?.? وقد لاقى? "الكولونيل سيف" ?متاعب جمة خلال تدريب طلاب هذه المدرسة خاصة وأنهم لم? ?يعتادوا الطاعة المطلقة لرؤسائهم،? ?كما لم? ?يتعودوا أن? ?يتعلموا فنون الحرب الحديثة،? ?ولم? ?يألفوا من الحركات العسكرية سوى الكر والفر هذا بالإضافة إلى أن الكولونيل سيف ضابط أوروبي نصراني،? ?ومن هنا جاشت في نفوسهم فكرة العصيان والتمرد،? ?فحاول أحدهم تدبير مؤامرة لاغتياله أثناء التدريب على ضرب النار فأطلق أحدهم عليه رصاصة أطاحت بقبعته ولمست أذنه،? ?وبدلاً? ?من أن? ?ينتقم الكولونيل من الطالب أمسك البندقية واتخذ مكانه في الصف ليعلمه كيف? ?يكون التصويب نحو الهدف،? ?ولكي? ?يزيل الحاجز النفسي بينه وبين طلابه اعتنق? "?الكولونيل سيف?" ?الإسلام وأصبح اسمه? "?سليمان?". ?وبعد ثلاث سنوات من التدريب الشاق تم تخريج مجموعة من الضباط وصل عددهم إلى حوالي ستة آلاف ضابط?. ? ومضى مشروع محمد علي في بناء جيش مصر الحديث،? ?وظل?"سليمان باشا الفرنساوي?" ?على رأس هذا الجيش? ?يعلم ويدرب وينظم وينشئ المدارس الحربية على النظام الحديث فتأسست مدرسة حربية في? "?فرشوط?" ?وأخرى في? "?جرجا" ?واتسعت دائرة التجنيد،? ?وتم إرسال مجموعة من الطلاب إلى أوروبا لإتمام دروسهم العسكرية هناك?. ?وكان ? "سليمان الفرنساوي?" ?شديد الإعجاب بالجندي المصري ويُؤْثَرُ في ذلك قوله? "?أن المصريين هم خير من رأيتهم من الجنود فهم? ?يجمعون بين النشاط والقناعة والجلد على المتاعب،? ?مع انشراح النفس وتوطينها على احتمال صنوف الحرمان،? ?وهم بقليل من الخبز? ?يسيرون طوال النهار? ?يحدوهم الشدو والغناء?. ?ولقد رأيتهم في معركة ?"قونية بالشام?" ?يبقون ساعات متوالية في خط النار محتفظين بشجاعة ورباطة جأش تدعوان إلى الإعجاب دون أن تختل صفوفهم،? ?أو? ?يسري إليهم الملل أو? ?يبدو منهم تقصير في واجباتهم وحركاتهم الحربية?. ?وظل سليمان باشا في خدمة الجيش المصري بعد وفاة محمد علي،? ?فاستمر في عمله أيام عباس الأول وسعيد باشا،? ?وعاش بين المصريين وقام بمصاهرتهم فتزوجت إحدى بناته? "?محمد شريف باشا?" ?الذي? ?يطلق عليه المصريون أبو الدستور وأنجب منها فتاة تزوجت من? "عبدالرحيم صبري باشا?" ?وأثمر هذا الزواج فتاة أصبحت ملكة على مصر وهي? "?الملكة نازلي?" ?أم الملك الراحل? "?فاروق الأول?".? وتقديراً? ?من المصريين، أقاموا له تمثالاً? ?في ميدان أطلق عليه اسمه،? ?كما أطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة الرئيسية حتى قامت ثورة? ?يوليو فأطاحت بالتمثال،? ?وغيرت اسم الميدان والشارع وأطلقت عليهما اسم? "طلعت حرب?" ?رجل الاقتصاد المصري الشهير?. ?ومع ذلك لا يزال المصريون? ?يفضلون استعمال اسم شارع سليمان ربما وفاء منهم لذكرى رجل كانت له اليد الطولى في بناء أول جيش مصري حديث?.?

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>