[فتنة عظيمة بالشام بين النزارية (القيسية) واليمانية.]
العام الهجري:١٧٦
العام الميلادي:٧٩٢
تفاصيل الحدث:
هاجت الفتنة بدمشق بين المضرية واليمانية، وكان رأس المضرية أبوالهيذام، واسمه عامر بن عمارة بن خريم أحد الفرسان المشهورين وكان سبب الفتنة أن عاملاً للرشيد بسجستان قتل أخاً لأبي الهيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمعاً عظيما فرثى أخاه بأبيات ثم إن الرشيد احتال عليه بأخ له كتب إليه فأرغبه، ثم شد عليه فكتفه، وأتى به الرشيد فمن عليه وأطلقه وقيل: كان أول ما هاجت الفتنة في الشام أن رجلاً من بني القين تضارب مع رجل من لخم أو جذام فقتل رجل من اليمانية، وطلبوا بدمه، فاجتمعوا لذلك وكان على دمشق حينئذ عبد الصمد بن علي، فلما خاف الناس أن يتفاقم ذلك اجتمع أهل الفضل والرؤساء ليصلحوا بينهم، فأتوا بني القين فكلموهم، فأجابوهم إلى ما طلبوا فأتوا اليمانية فكلموهم، فقالوا: انصرفوا عنا حتى ننظر؛ ثم ساروا فبيتوا بني القين، فقتلوا منهم ستمائة، وقيل ثلاثمائة، فاستنجدت القين قضاعة وسليحا فلم ينجدوهم، فاستنجدت قيساً فأجابوهم، وساروا معهم إلى الصواليك من أرض البلقاء، فقتلوا من اليمانية ثمانمائة، وكثر القتال بينهم فالتقوا مرات. وعزل عبد الصمد عن دمشق، واستعمل عليها إبراهيم بن صالح بن علي، فدام ذلك الشر بينهم نحو سنتين، والتقوا بالبثنية، فقتل من اليمانية نحو ثمانمائة، فأعادوا أيام الجاهلية وقد هدم سور دمشق حين ثارت الفتنة خوفا من أن يتغلب عليها أبو الهيذام المزي رأس القيسية فلما تفاقم الأمر بعث الرشيد من جهته موسى بن يحيى بن خالد ومعه جماعة من القواد ورؤوس الكتاب، فأصلحوا بين الناس وهدأت الفتنة واستقام أمر الرعية، وحملوا جماعات من رؤوس الفتنة إلى الرشيد فرد أمرهم إلى يحيى بن خالد فعفا عنهم وأطلقهم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً