كان السلطان مصطفى الثالث يرى أن الخطر الداهم على الدولة العثمانية يتمثل في ظهور القوة الروسية الجديدة ويبدوا أنه اطلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيته ولذلك أعد السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فخاضت الدولة العثمانية حرباً مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق التابعين لروسيا على مناطق الحدود، فنجح ملك القرم في غارته وهدم عدداً من الضياع وحمل كثيرا من الأسرى وذلك عام ١١٨٢هـ/١٧٦٨ كما سار الصدر الأعظم لفك الحصار عن بعض المواقع التي يحاصرها الروس، ولكنه فشل فكان جزاؤه القتل، وهزم الصدر الذي أتى بعده أيضا وهو يجتاز بجيشه نهر الدينستر بالفيضان حيث غرق عدد كبير من الجند والمراكب وذلك عام ١١٨٣هـ، واحتل الروس إقليمي الأفلاق والبغدان، وأخذ الروس يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثورات ضد الدولة، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة، غير أن الثورة قد أخمدت.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً