زحف الأسبان على غرناطة وحاصروها وامتد الحصار إلى هذه السنة وكل ذلك وأميرها محمد الصغير ممتنع عن تسليمها، فأصاب أهلها المجاعة الشديدة، وأشار زعماؤها على محمد الصغير بالصلح مع الأسبان لكنه رفض ذلك، كما طلب الملك فرديناند من محمد الصغير مغادرة غرناطة إلى أي مدينة يشاء من مدن الأندلس فرفض ذلك أيضا، فاشتد الحصار أكثر على غرناطة حتى أقام مدينة بجانب غرناطة يأوي إليها الجنود ليتقوا بها البرد في الشتاء، ولكن شدة الحصار وما نال أهل غرناطة من الجوع والمجاعة الشديدة اضطر أميرها محمد الصغير لمفاوضة فرديناند بتسليم غرناطة فأرسل المندوبين لهذه المهمة فتمت المفاوضة بوضع معاهدة التسليم ووقع الطرفان عليها وتضمنت ستة وخمسين بندا تعهد فيها الأمير محمد الصغير ووزراؤه والفقهاء والعلماء بتسليم المدينة في ظرف ستين يوما ابتداء من تاريخ المعاهدة التي بدأت في شهر تشرين الثاني الميلادي من عام ١٤٩١م فتم تسليم غرناطة في تاريخ ٢١ ربيع الأول من هذه السنة وبهذا التسليم ينتهي الحكم الإسلامي في الأندلس بعد أن دام فيها قرابة الثمانية قرون، أما الأمير محمد الصغير فلجأ إلى مدينة فاس بالمغرب وسلطانها يومئذ محمد الشيخ الوطاسي المعروف بالبرتغالي، وبقي فيها إلى أن توفي عام ٩٤٠هـ.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً