توفي ملك التتار والعراق وخراسان وعراق العجم والروم وأذربيجان والبلاد الأرمينية وديار بكر، خربندا بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وسكون النون بن أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولو بن جنكيزخان السلطان غياث الدين، ومن الناس من يسميه خدابندا بضم الخاء المعجمة والدال المهملة وخدابندا: معناه عبد الله بالفارسي، غير أن أباه لم يسمه إلا خربندا، وهو اسم مهمل معناه: عبد الحمار، وسبب تسميته بذلك أن أباه كان مهما ولد له ولد يموت صغيراً، فقال له بعض الأتراك: إذا جاءك ولد سمه اسما قبيحاً يعش، فلما ولد له هذا سماه خربندا في الظاهر واسمه الأصلي أبحيتو، فلما كبر خربندا وملك البلاد كره هذا الاسم واستقبحه فجعله خدابندا، ومشى ذلك بمماليكه، وهدد من قال غيره، ولم يفده ذلك إلا من حواشيه خاصة، ولما ملك خربندا أسلم وتسمى بمحمد، واقتدى بالكتاب والسنة، وصار يحب أهل الدين والصلاح، وضرب على الدرهم والدينار اسم الصحابة الأربعة الخلفاء، حتى اجتمع بالسيد تاج الدين الآوي الرافضي، وكان خبيث المذهب، فما زال بخربندا، حتى جعله رافضياً وكتب إلى سائر مماليكه يأمرهم بالسب والرفض، ووقع له بسبب ذلك أمور، قال النويري: كان خربندا قبل موته بسبعة أيام قد أمر بإشهار النداء ألا يذكر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وعزم على تجريد ثلاثة آلاف فارس إلى المدينة النبوية لينقل أبا بكر وعمر رضي الله عنهما من مدفنهما، فعجل الله بهلاكه وكان موته في السابع والعشرين من شهر رمضان بمدينته التي أنشأها وسماها السلطانية في أرض قنغرلان بالقرب من قزوين، وتسلطن بعده ولده بوسعيد في الثالث عشر من شهر ربيع الأول من سنة سبع عشرة وسبعمائة، لأنه كان في مدينة أخرى وأحضر منها وتسلطن وأبو سعيد له إحدى عشرة سنة، ومدبر الجيوش والممالك له الأمير جوبان، واستمر في الوزارة على شاه التبريزي، وأخذ أهل دولته بالمصادرة وقتل الأعيان ممن اتهمهم بقتل أبيه مسموما، ولعب كثير من الناس به في أول دولته ثم عدل إلى العدل وإقامة السنة، فأمر بإقامة الخطبة بالترضى عن الشيخين أولا ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم، ففرح الناس بذلك وسكنت بذلك الفتن والشرور والقتال الذي كان بين أهل تلك البلاد وبهراة وأصبهان وبغداد وإربل وساوه وغير ذلك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً