لما دخل الأسبان إلى تونس قاموا بإرجاع أحمد الحفصي لكنهم اشترطوا عليه مقابل ذلك أن يمنحهم أراض من تونس فرفض ذلك فخلعوه وولوا أخاه محمد مكانه وكان قد وافق على طلب الأسبان، فلجأ أحمد إلى صقيلية ومات فيها بالرومو منها، أما أخوه محمد فأدخل الأسبان إلى البلاد فشاركوه السلطة وكثر الفساد وهرب أكثر الناس إلى الجبال، ولكن لم يلبث الأمر فيها أكثر من ثمانية أشهر حتى أبحر الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في ٢٣ محرم من هذه السنة, فخرج من المضائق ونشر أشرعته في البحر الأبيض، فقاموا بضرب ساحل كالابريا، مسينا، واستطاع العثمانيون أن يستولوا على سفينة مسيحية ومن هناك قطعوا عرض البحر في خمسة أيام في هذا الوقت وصل الحاكم العثماني في تونس حيدر باشا، كما وصلت قوة من الجزائريين بقيادة رمضان باشا، وقوة طرابلس بقيادة مصطفى باشا، كما وصل ثمة متطوعين من مصر بدأ القتال في ربيع من هذه السنة, ونجح العثمانيون في الاستيلاء على حلق الواد، بعد أن حوصروا حصاراً محكماً وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس، ففر الأسبان الموجودن فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون التي بالغ الأسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الأفريقي، توجه العثمانيون بعد تجمع قواتهم إلى حصار البستيون، وضيق العثمانيون الخناق على أهلها من كل ناحية لجأ الحفصيون إلى صقلية حيث ظلوا يوالون الدسائس والمؤامرات والتضرعات لملوك أسبانيا سعياً لاسترداد ملكهم، واتخذهم الأسبان آلات طيعة تخدم بها مآربهم السياسية حسبما تمليه الظروف عليهم وقضى سقوط تونس على الآمال الأسبانية في أفريقيا وضعفت سيطرتها تدريجياً حتى اقتصرت على بعض الموانئ مثل مليلة ووهران والمرسى الكبير وتبدد حلم الأسبان نحو إقامة دولة أسبانية في شمال افريقيا وضاع بين الرمال.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً