بلغ الغضب العربي بعد الأوضاع الشاذة التي تعرض لها الشعب على أيدي السلطات الإيرانية المحتلة ذروته، وقد كان أحرار الأحواز يحرضون العشائر على الثورة ورفع الذل الذي نكس رؤوسهم طوال هذه السنوات .. وغسل عار استعبادهم. وبات البركان يغلي، والشعب الأحوازي يريد الفرصة المواتية له حتى يظهر استياءه من الوضع، ويعلن غضبه على التنكيل والتعسف اللذين يتعرض لهما، والاحتقار والازدراء اللذين يلاقيهما من السلطات العسكرية الفارسية، فهو صاحب الأرض ولكن لا مكان لسكناه، وهو صاحب الخيرات إلا أن الجوع نصيبه. وتفجر بركان الغضب، وكانت منطقة الميناو محله، وعشائر كعب العربية مفجرته، ففي ١٠ شباط من سنة ١٩٤٠ م، أعلنت عشائر كعب ثورتها على الاستعباد، وغضبها على سالبي حريتها وكرامتها وحقوقها، وكان زعماء كعب قادة هذه الثورة ومنهم: حيدر بن طليل: وهو القائد الحقيقي للثورة، لذا سميت باسمه (ثورة الشيخ حيدر)، و (طليل) تصغير لكلمة (طلال). ومهدي بن علي بن عمير: رئيس عشيرة كعب منان. ومسلم السلمان: أحد شيوخ كعب آل حاجي. وكاطع الشذر: شيخ طوائف مزرعة العشائر العربية الموجودة في الميناو. وداود الحمود: من شيوخ بني كعب. وابريج: شيخ خزرج. وكان هدفهم القضاء على حاميات الفرس الموجودة في المنطقة، وقد تمكنوا من إزالة تلك الحاميات. وسيطروا على ثكناتها سيطرة كاملة وقد دامت السيطرة العربية مدة طويلة على المنطقة جاوزت الأربعة أشهر لكن استطاعت سلطات الفرس بعد ذلك أن تلقي القبض على الشيخ حيدر وجماعته، وفور اعتقالهم نقلوا إلى منطقة تدعى (قلعة سهر) حيث نصبت لهم محكمة عسكرية قضت بإعدام: حيدر طليل، ومهدي بن علي، وابريج شيخ خزرج.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً