ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية وكانت اليابان قد هزمت بعد أن ألقيت عليها القنبلة الذرية الأمريكية في ٧ رمضان ١٣٦٤هـ / ١٥ آب ١٩٤٥م وكانت اليابان قد احتلت فيما احتلته جزر أندونيسيا فبعد يومين من الهزيمة اليابانية أعلن عن قيام حكومة أندونيسية برئاسة أحمد سوكارنو ونائبه محمد حتا وكانوا يعملون على الحيلولة دون عودة المحتلين الهولنديين، فتحركوا لنزع السلاح من اليابانيين وأسست حكومة وسط جزيرة جاوه عرفت باسم دار الإسلام وأطلقوا على عاصمتهم اسم المدينة المنورة وجعلوا من اللغة العربية لغة رسمية للبلاد، وعملوا على تطبيق الشريعة برئاسة زين العارفين، لكن الحلفاء أصدروا أوامرهم لليابانيين بإبقاء السلاح معهم ريثما تصل قوات التحالف ثم حضر الإنكليز ومعهم الهولنديون الذين أخذوا باعتقال الزعماء الأندونيسيين، ولما بدا للسكان نواياهم الاستعمارية الجديدة بدأ القتال بينهم، وتداعى المسلمون من أرجاء أندونيسيا لعقد اجتماع بعد أن وجدوا أن الحركات الاستعمارية الصليبية والشيوعية الإلحادية والمحلية العلمانية ومن معهم للمصلحة كلهم يقفون ضد المسلمين عقد لقاء في جاكرتا في ذي الحجة ١٣٦٤هـ / تشرين الثاني ١٩٤٥م وكان أكبر مؤتمر إسلامي وتم الاتفاق على الانضواء في تنظيم إسلامي واحد سمي مجلس شورى مسلمي أندونيسيا وعرف باسم ماشومي، وأيقن الاستعماريون قوة مثل هذا التحالف فأخذوا في التفاهم مع العلمانيين الذين عرفوا باسم الوطنيين ونتج عنه توقيع اتفاق لنيجار دجاتي الذي اعترفت هولندا بموجبه بسلطة الحكومة القائمة الفعلية على جزر جاوه وسومطرة ومادورا فقط.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً