هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي الخراساني، المجاور بحرم الله، ولد بسمرقند، ونشأ بأبيورد، وارتحل في طلب العلم، قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذا سمع تاليا يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم .. }[الحديد: ١٦] فلما سمعها، قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى [نصبح] فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال: ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا، يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لارتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام. وقال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض. قال مجاهد بن موسى: مات الفضيل سنة ست وثمانين ومئة. وقال أبو عبيد وابن المديني وابن معين وابن نمير والبخاري وآخرون: مات سنة سبع بمكة، زاد بعضهم في أول المحرم. وقال هشام بن عمار: يوم عاشوراء منها. قال الذهبي وله نيف وثمانون سنة، وهو حجة كبير القدر.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً