توفي الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي, وكان قد ولد في إحدى قرى القليوبية في (جمادى الأولى ١٢٩٩هـ = مارس ١٨٨٢م)، ونشأ في القاهرة، وسافر وهو في الخامسة من عمره مع أسرته إلى السودان حيث كان والده يعمل وكيلاً للإدارة المالية بوزارة الحربية، وظل هناك نحو عام ونصف التحق في أثنائها بمدرسة أسوان الابتدائية، ثم عادت الأسرة إلى القاهرة، واستقرت فيها تماما. والتحق بمدرسة عباس الابتدائية، وظل بها حتى بلغ امتحان الشهادة الابتدائية في سنة (١٣١٢هـ = ١٨٩٤م) لكنه لم يوفق في الحصول عليها، فتركها إلى مدرسة الأمريكان، ودرس بها عامين، ثم تركها أيضًا، وفي سنة (١٣١٧ هـ = ١٨٩٩م) عمل بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية مدرسًا للغة العربية في مدرسة جمعية المساعي المشكورة، وبعد فترة عمل ناظرًا لإحدى المدارس في قرى الوجه البحري، وظل في هذه الوظيفة سنتين ونصفًا. ولما أعلن البنك الزراعي عن وظيفة مترجم تقدم لها، وعين بالبنك في (٣ من ذي القعدة ١٣٢٣هـ = ٣٠ من ديسمبر ١٩٠٥م). وقد هيأ له استقراره في هذه الوظيفة أن ينصرف إلى القراءة، ومطالعة أمهات كتب الأدب في العربية والفرنسية، وأن يرتبط بصداقات مع أعلام عصره. وكان ممن ارتبط بهم محمد فؤاد عبدالباقي بصداقة وتلمذة الشيخ "محمد رشيد رضا". ولازمه إلى وفاته، ونهل من علمه، وفتح له آفاقًا واسعة في علوم السنة، فانطلق يخدم السنة النبوية، سواء فيما يتصل بتحقيق أمهاتها أو التأليف فيها، أو تخريج أحاديثها. وأما مؤلفاته التي خدمت السنة، فيأتي في مقدمتها:"اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان". أطال الله في عمر محمد فؤاد عبدالباقي حتى بلغ العقد التاسع، لكنه ظل متمتعًا بنشاط وصحة موفورة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً