هو محمد بن علي بن محمد بن عربي أبو عبد الله الطائي الأندلسي، ولد في مرسية بالأندلس ثم انتقل إلى إشبيلية ودرس القرآن والفقه والحديث ومال إلى المذهب الظاهري ثم رحل إلى الحجاز وأقام بمكة مدة سنتين ثم رحل مع الحجاج الأتراك إلى قونية ثم قصد بغداد ثم استقر في دمشق، وله مصنفات كثيرة جدا أشهرها كتابه المسمى بـ الفتوحات المكية وفصوص الحكم وفيها أشياء كثيرة ظاهرها كفر صريح، وله كتاب العبادلة وديوان شعر، وله مصنفات أخر كثيرة جدا، كان يقول بوحدة الوجود على مذهب الحلاج الملحد وهو أن اللهوت أي الله قد حل وامتزج بالناسوت أي الناس كما تمزج الخمر بالماء فلا يتميز واحد عن الآخر، وله كلمات ظاهرها الكفر الصريح والصوفية ما زال دأبهم تأويل هذه العبارات بكل وجه بتعسف وإسفاف، رد عليه كثير من العلماء وبينوا انحرافه وزندقته ونقلوا عنه أفعالا تدل على تركه للشريعة كترك الصلاة، وزعمه أنه يصليها حاضرا في مكة وهو ساكن في دمشق، وغير ذلك مما تطفح به كتبه وشعره من الكفر الصريح، توفي في دمشق ودفن في سفح قاسيون وفي دمشق مسجد معروف باسمه وفيه قبره وهو يزار ويرتكب عنده من الشركيات ما الله به عليم. قال أبو شامة: وله تصانيف كثيرة وعليه التصنيف سهل، وله شعر حسن وكلام طويل على طريق التصوف، وكانت له جنازة حسنة، ودفن بمقبرة القاضي محيي الدين بن الزكي بقاسيون، وكانت جنازته في الثاني والعشرين من ربيع الآخر، وقال ابن السبط: كان يقول إنه يحفظ الاسم الأعظم ويقول إنه يعرف الكيمياء بطريق المنازلة لا بطريق الكسب، وكان فاضلا في علم التصوف، وله تصانيف كثيرة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً