لم يكن صالح رايس والي الجزائر يهتم قبل كل شيء إلا بمحاربة الأسبان، ولا يهدف من وراء أي عمل إلا جمع القوى الإسلامية من أجل تطهير البلاد من التواجد المسيحي، كان يرى قبل كل شيء وجوب طرد الأسبان من وهران، من النزول إلى الاندلس، لكن كيف يتسنى له ذلك وسلطان السعديين بالمغرب يترقب به الفرص وسلطان قلعة بني عباس ببلاد مجانة يعلن انفصاله واستقلاله، ترامت لصالح رايس يومئذ الأنباء عن ضعف القوى الأسبانية بمدينة مجانة، علاوة عن معاناة الحامية بالضيق فرأى صالح أن يغتنم الفرصة وأن يبدأ بتطهير الشرق من الأسبان قبل أن يطهر الغرب ولعل انقاذ بجاية سيكون له أثر في عودة ملك بجاية إلى حظيرة الوحدة الإسلامية تحت ضغط السكان سار صالح رايس في ربيع أول من هذه السنة, نحو مدينة بجاية على رأس قوة كبيرة بنحو ثلاثين ألف رجل عززهم في الطريق بالمجاهدين في إمارة كوكو، فوطدت الجيوش العثمانية وحاصروا المدينة، بينما جاء الأسطول العثماني يحمل الأسلحة والمدافع بجانب الجيش وصوب المسلمين قذائفهم على القلعة ودارت معركة عنيفة ونجح صالح رايس في انتزاع بجاية من الأسبان في ذو القعدة من هذه السنة, ولم يستطيع حاكم نابولي من نجدة حاكمها في الوقت المناسب، كما استسلم الحاكم الأسباني للقوات العثمانية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً