لما علم الأمير بوزابة بقتل عباس صاحب الري، جمع عساكره من فارس وخوزستان وسار إلى أصفهان فحصرها، وسير عسكراً آخر إلى همذان، وعسكراً ثالثاً إلى قلعة الماهكي من بلد اللحف، فأما عسكره الذي بالماهكي فإنه سار إليهم الأمير البقش كون خر فدفعهم عن أعماله وكانت أقطاعة، ثم إن بوزابة سار عن أصفهان يطلب السلطان مسعوداً، فراسله السلطان في الصلح، فلم يجب إليه، وسار مجداً فالتقيا بمرج قراتكين، وتصافا، فاقتتل العسكران، فانهزمت ميمنة السلطان مسعود وميسرته، واقتتل القلبان أشد قتال وأعظمه، صبر فيه الفريقان، ودامت الحرب بينهما، فسقط بوزابة عن فرسه بسهم أصابه، وقيل بل عثر به الفرس فأخذ أسيراً وحمل إلى السلطان وقتل بين يديه، وانهزم أصحابه لما أخذ هو أسيراً، وبلغت هزيمة العسكر السلطاني من الميمنة والميسرة إلى همذان، وقتل بين الفريقين خلق كثير، وكانت هذه الحرب من أعظم الحروب بين الأعاجم.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً