أبو عبدالله محمد بن صالح بن سليمان بن عبدالرحمن بن عثمان (الذي كان معروفا بعثيمين تصغيرا) التميمي نزح أجداده من الوشم إلى عنيزة، التي ولد فيها الشيخ محمد سنة ١٣٤٧هـ في السابع والعشرين من شهر رمضان، في بيت علم واستقامة، وكان الشيخ قد رزق ذكاء وهمة عالية مع صدق وإخلاص وإعراض عن الدنيا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر صبورا حازما حريصا على وقته مع زهد وورع، تتلمذ على يد العلماء في عنيزة ومن أبرزهم الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله والشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله وعلى جده الشيخ عبدالرحمن بن سليمان آل دامغ رحمه الله وغيرهم، وكان قد تصدر للتدريس في جمادى الآخرة ١٣٧٦هـ وبقي إلى وفاته يقدم للأمة الإسلامية علما وفقها بأسلوب سهل يفهمه العامة والخاصة وهذا من ميزات الشيخ رحمه الله، وجمع في تعليمه بين مدرستي الفقهاء والمحدثين فغدا فقيه عصره ولا أدل على ذلك من أشرطته السميعة التي شرح فيها العديد من المتون في مختلف الفنون من الحديث والنحو والفقه والأصول وأشهرها الشرح الممتع بالإضافة للفتاوى، وكذلك مؤلفاته التي بلغت قرابة المائة وخمسة عشر مؤلفا بين كتاب وكتيب منها أحكام القرآن وأصول التفسير وأسماء الله وصفاته والأصول من علم الأصول والتحذير من فتنة التكفير وحكم تارك الصلاة ورسالة في صفة الصلاة وشرح لمعة الاعتقاد والشرح الممتع الذي طبع قسم منه في حياة الشيخ، والقواعد المثلى والقول المفيد على كتاب التوحيد وغيرها كثير أثرى بها المكتبة الإسلامية فجزاه الله خيرا، أما وفاته فكانت في عصر يوم الأربعاء في الخامس عشر من شوال ١٤٢١هـ / العاشر من كانون الثاني ٢٠٠١م إثر مرض ألم به في أمعائه وكان في المستشفى التخصصي بجدة وصلي عليه في اليوم التالي بعد صلاة العصر في المسجد الحرام ودفن بمقبرة العدل بجوار شيخه العلامة ابن باز الذي توفي قبله بسنة وثمانية أشهر وثمانية عشر يوماً. رحمهما الله رحمة واسعة وجزاهما عن الإسلام والمسلمين خيرا
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً