إن القضية الكردية في العراق قديمة مرت بكثير من الأحداث من المفاوضات والمناوشات بين الحكومة العراقية على اختلاف رؤسائها وبين الأكراد، وفي رجب / تشرين الأول ١٩٦٨م وبعد توقف للقتال مع الأكراد دام أكثر من عامين، استؤنف القتال وازداد ضراوة بدخول فصل الشتاء واشتدت ضراوته أكثر في العام التالي، واتهمت الحكومة العراقية الأكراد بالتمرد وأنهم يحصلون على معونات من إيران ومن إسرائيل، وطالب الأكراد بالاستقلال وطلبوا من الأمم المتحدة التدخل لإنهاء القتال، ثم في الرابع من محرم ١٣٩٠هـ / ١١ آذار ١٩٧٠م جرى اتفاق بين الحكومة العراقية والأكراد الذين منحوا حكما ذاتيا بدءا من صفر عام ١٣٩٤هـ / ١٩٧٤م وتقرر أن تكون إربيل عاصمة إقليم كردستان ولكن الاستقرار التام لم يتم فهذه المناطق غنية بالنفط وستخسرها العراق، مما أدى لمحاولة للانقلاب في عام ١٣٩١هـ وجرى أيضا محاولة لاغتيال مصطفى البرزاني الكردي في العام نفسه، وكان من بنود الاتفاق مشاركة الأكراد في الحكومة مشاركة كاملة وأن تكون اللغة الكردية هي اللغة الرسمية في البلاد مع اللغة العربية وعليه توقف القتال وألغيت حالة الطوارئ وأطلق عدد من السجناء السياسيين وألغيت الرقابة على البريد والاتصالات الخارجية، وأصبحت المناطق الكردية تدار من قبل القيادة العليا لشؤون الأكراد، ولكن لما تمت محاولة اغتيال لملا مصطفى البرزاني مرة ثانية عادت الصدامات وقطع حزب البعث علاقته بالأكراد وهدد الأكراد بالحرب الأهلية، ثم في موعد تطبيق الحكم الذاتي ١٣٩٤هـ ظهر الرفض الكردي لما جاء في بنود تلك المعاهدة ورجع التمرد من جديد ولكن أمكن القضاء عليه في العام التالي.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً