[رشيد عالي الكيلاني يناصر الانقلاب العسكري في العراق.]
العام الهجري:١٣٦٠
العام الميلادي:١٩٤١
تفاصيل الحدث:
تفاقمت الأمور في الحكومة العراقية وتأزمت بسبب موقف العراق من الحرب العالمية الثانية وموقفها من الدول المتحاربة، وكذلك بسبب رفض إنكلترا تسليح العراق، وكان قد اجتمع في معسكر الرشيد في الخامس من ربيع الأول ١٣٦٠هـ رشيد علي الكيلاني رئيس الحكومة واللواء أمين زكي رئيس الأركان وبعض العقداء وأعلنوا الاستنفار بالمعسكر وقرروا القيام بانقلاب إذا رفضت حكومة طه الهاشمي الاستقالة وهي الحكومة التي ترضى عنها بريطانيا ويؤيدها الوصي على الملك عبدالإله بن علي، ثم طلبوا منه التفاهم مع رشيد لتشكيل وزارة جديدة فأبى ثم أجبر على الاستقالة ولما أعلم الوصي بذلك هرب متسللا ودعا طه أعضاء وزارته للاجتماع به وكان الجيش قد دخل المدينة وسيطر على المداخل الرئيسة وحاصر قصر الوصي الذي هرب منه، ثم في صباح السادس من ربيع الأول ذهب رشيد الكيلاني إلى دار طه لإقناعه بالانضمام لحركتهم فوجدوا الوزارة ما زالت مجتمعة فجرى نقاش حاد ثم اجتمع الرأي على إبقاء الوزارة في الحكم وألا يتدخل الجيش في السياسة ويتعهد المدنيون والعسكريون على السواء بأن يقبلوا بما يتم الاتفاق عليه ويطلب من الوصي العودة للعاصمة، الذي كان قد انتقل إلى البصرة، ثم عاد رشيد الكيلاني والضباط فسحبوا الثقة من حكومة طه وقرر الجيش تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة، ورأت إنكلترا من باب التخفيف وامتصاص الغضب أن تسلم الحكم للمعارضة التي برز فيها رشيد عالي الكيلاني الذي كان الشعب يدعمه والجيش يؤيده وقد أخذ تعهدا من السياسيين الموالين وغير الموالين ورشح لاستلام السلطة، لكن بريطانيا لم تستطع جره لجهتها فقد كان يظهر عداءه لها واستقلاليته وأخذت تعمل للتخلص من حكومته فأمرت أعوانها بالانسحاب من الوزارة فكان عليها أن تستقيل وتفسح المجال لحكومة جديدة، وقام رشيد باستدعاء المستشار الإنكليزي بوزارة الداخلية وأعلمه أن حكومة طه الهاشمي استقالت والوصي غائب وبذلك فالجيش هو مصدر السلطة وقد أوكل الجيش لرشيد الأمر وهرب الوصي ومن معه إلى فلسطين، وتم عزل الوصي عبد الإله وتعيين وصي جديد هو الشريف شرف الذي قبل استقالة حكومة طه الهاشمي وسر الشعب بحركة رشيد عالي الكيلاني، وأما إنكلترا فقد عدت هذا عملا غير مشروع فقررت التخلص من حركته بالقوة فطلبت من الهند إرسال قوات فنزلت رغم أنف الحكومة الجديدة، وحاصر الجيش العراقي قاعدة الحبانية الجوية وفي صباح السادس من ربيع الثاني بدأ الهجوم الجوي الإنكليزي وضرب المواقع العراقية وقصفت معسكر الرشيد وأعلن المفتي الفلسطيني الجهاد وجاءت قوات ألمانية تعين العراقيين، بحكم عداءها لبريطانيا ضمن الحرب العالمية الثانية، ثم تدخلت قوات برية إنكليزية من الأردن، ثم قام رشيد بتشكيل لجنة الأمن الداخلي واتصل بالسياسيين لوقف القتال وفي ٦ جمادى الأولى رحل رشيد ومفتي فلسطين وغيرهم إلى طهران وعاد الوصي إلى بغداد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً