مؤسس الدولة المرداسية في حلب هو صالح بن مرداس الذي لقب أسد الدولة. وهو من بني كلاب، القبيلة العربية التي كانت تنزل ضفاف الفرات والجزيرة. وكانت أبرز ميزات صالح الفروسية وما تستلزمه من حب المغامرة واقتحام الصعاب والوصول إلى السلطة. وكان استقلاله بالإمارة المرداسية، في أول أمره، إذ تمكن من أخذ حلب من يد الفاطميين بعد حصار طويل لقلعتها وظل يحكمها دون منازع حتى عام ٤٢٠ هـ واقتسم الحكم بحلب بعده ابنه شبل الدولة أبو كامل نصر وحكم المدينة ومقر الدولة وابنه أبو علوان ثمال وحكم في القلعة. وانتهى بهم الأمر إلى هزيمتهم في عدة معارك أمام الفاطميين، الأمر الذي أدى إلى عودة حلب للمرة الثانية إلى تبعية نائب الفاطميين بالشام، أي أن الإمارة تألفت من أرض سورية وأرض عراقية. ولم يلبث صالح أن مد سلطانه إلى لبنان، قال ابن شداد في كتابه «الأعلاق الخطيرة»: إن صالح بن مرداس ملك حصن ابن عكار سنة ٤١٦هـ كما قال ابن العديم، في «زبدة الحلب»: أنه في سنة ٤١٦هـ ملك صالح حمص وبعلبك وحصن ابن عكار بناحية طرابلس. وعلى هذا، فإنه لم يمض على قيام الدولة المرداسية سوى سنتين حتى امتدت رقعتها من أطراف العراق موغلة في سوريا وصولا إلى صميم لبنان.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً