الولايات الأمريكية تعطي إسرائيل وعداً بلفورياً جديداً.
العام الهجري:١٤٢٥
الشهر القمري:صفر
العام الميلادي:٢٠٠٤
تفاصيل الحدث:
تشكل المفاوضات والاتفاقيات الجارية على قدم وساق بين كل من مصر وإسرائيل برعاية الولايات الأمريكية مدخلا لمرحلة جديدة تقوم على أساس خطة شارون بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة، في مقابل وجود أمنيّ مصريّ في هذه المناطق يحمي الحدود بين الجانبين، ويمنع وجود أية نشاطات عسكرية وجهادية فلسطينية ضد إسرائيل. وتشير معلومات متزايدة إلى وجود مفاوضات واتفاقات سرية بين الأردن وإسرائيل للقيام بنفس الخطوات في الضفة الغربية. وتتمثل خطورة الترتيبات الجديدة في عدة جوانب، أبرزها أن هذه الترتيبات تقوم على أساس البعد الأمنيّ وليس السياسيّ، فإسرائيل أصبحت تعاني في السنوات الأخيرة بشكل كبير من الانتفاضة، ومن العمليات العسكرية المسلحة التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية، وبخاصة حماس والجهاد، ولم تفلح كل مخططات ووعود شارون بالقضاء على الانتفاضة من خلال الاغتيالات والعمليات العسكرية الكبرى، وتدمير المنازل وممارسة شتى أنواع العقاب الجماعيّ ضد الفلسطينيين، فلم يكن أمام شارون إلا الانسحاب من غزة، إلاّ أنه لم يُرِد لهذا الانسحاب أن يتم دون ضمانات أمنيّة أو في إطار هزيمة معنويّة للجيش الإسرائيليّ، وليست السلطة الفلسطينية بحالة تساعدها على تنفيذ مطالب شارون الأمنية، فلم يجد أفضل من الحل الأمنيّ العربيّ بترتيب إجراءات الأمن مع كل من مصر والأردن ضمن اتفاقيات ذات طابع دوليّ تلزم الطرف العربيّ بتطبيق ما تم التوصل إليه، وأهمه ضمان أمن إسرائيل تجاه المناطق التي انسحبت منها. إنّ هذه الخطوات تشير بوضوح وجلاء كبيريْن أنّ الليكود الإسرائيلي بقيادة شارون بالتحالف مع اليمين الأمريكي الحاكم استطاعوا من خلال الضغط على الدول العربية بناء معالم الحل السياسيّ للقضية الفلسطينية على أساس المصالح الأمنية الإسرائيلية، وتأطير المرحلة السياسية القادمة بما يخدم هذه المصالح وبما يضمن توافق كل الخطوات القادمة – على الصعيد السياسي – مع هذه المدخلات الخطيرة الجاري الترتيب لها اليوم. الأمر الذي يعني أنّ النظام العربي قد قبل فعليا بالتنازل عن كثير من المنطلقات السياسية التي كانت تحكم مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، بل وبالتنازل أيضا وبشكل مفرط عن خارطة الطريق الهزيلة، التي قبل بها – رغم ما فيها من إجحاف واختلال - والأخطر من هذا وذاك أنّ كل الخطوات - التي تتم اليوم - تأتي في سياق المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية القائمة من خلال الوعد الذي أعطاه بوش لشارون، أثناء مباركته الرسمية لخطة شارون الجديدة؛ إذ يقوم وعد بوش - باختصار شديد – على إلغاء حق العودة، الأمر الذي وصفته حماس وكثير من المصادر العربية بأنه " وعد بلفور جديد ".
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً