للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قوات الجنرال (غورو) تحتل دمشق بعد معركة ميسلون.]

العام الهجري:١٣٣٩

الشهر القمري:ذو القعدة

العام الميلادي:١٩٢١

تفاصيل الحدث:

كان غورو قد أرسل إلى الملك فيصل كتابا يشير فيه إلى استغرابه من بدء الفساد والتمرد منذ دخول جيوش فرنسا للمنطقة بعد رحيل إنكلترا وذلك في تموز ١٩٢٠م ثم أرسل إليه إنذارا أو بلاغا يدور حول خمس نقاط أهمها قبول الانتداب الفرنسي وإلغاء التجنيد الإجباري، ورفض وزير الحربية يوسف العظمة قرار التسريح للجيش ولكنه اضطر للتوقيع على القرار مكرها بحضور الملك فيصل، وكتب الملك فيصل برقية لغورو بأن مطالبه قبلت لكن غورو زعم أن البرقية تأخرت وأنه أرسل جيشا نحو دمشق واستطاع هذا الجيش أسر فوجين من الجيش السوري بدون إطلاق رصاصة واحدة، وأراد الملك أن يعود للدفاع لكن الجيش كان قد سرح وخلت الكتائب من معظم الجنود فذهب الوزير يوسف العظمة إلى ميسلون وأخذ يعد المعدات منتظرا ما وعد به من النجدات ولكن لم يزد عدد الجنود مع المتطوعين على الأربعة آلاف وكان القائم مقام جميل الألشي قد اطلع على الجيش في ميسلون وقام بتعريف الجيش الفرنسي على مواضع الضعف فيه وكان الفرق كبيرا جدا في العدد والعدة وبدأت المعركة التي استخدمت فيها الدبابات والطائرات وقاتل العظمة ومن معه ببسالة ولكن بوجود الخونة تحسم المعارك فقد قام رجل درزي من المتطوعين مع بعض الفرسان بالوثوب على أحد المساير السورية من الخلف وفتحوا النار عليها ونهبوا السلاح منهم ورغم ذلك بقي العظمة يدير المعركة بإمكانيته المتوفرة حتى قضى نحبه بقذيفة إحدى الدبابات الفرنسية وذلك في السابع من ذي القعدة ١٣٣٩هـ / ٢٤ تموز ١٩٢٠م ثم دامت المعركة ثماني ساعات انتهت بالقضاء على الجيش السوري المقاوم ودخول الجيش الفرنسي إلى دمشق بقيادة غوابييه، أما الملك فيصل وأعوانه فقد كانوا خرجوا من دمشق إلى الكسوة (قريبا من دمشق) ثم عادوا بعد دخول القوات الفرنسية إلى دمشق للتفاهم إلا أن الفرنسيين رفضوا رفضا باتا بقاء فيصل في البلاد وأقلوه قطارا خاصا هو وأعوانه، وتبعثر رجال الثورة العربية في مختلف الأقطار بعد أن عرفوا الفرق بين ما كانوا فيه وما أصبحوا فيه، أما الفرنسيون فلم يخفوا أبدا حقدهم الصليبي ولا أخفوا أبدا أن حربهم هذه صليبية فقد قال غورو أما قبر صلاح الدين ها قد عدنا فانهض لرتانا في سوريا، وقال إن حضوري هنا يقدس انتصار الصليب على الهلال.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>