خرج حسن بن خير الدين في هذه السنة من مدينة الجزائر نحو الغرب، يقود جيشاً كبيراً مؤلفاً من خمسة عشر ألف رجل من رماة البندقية وألف فارس من الصباحية تحت إمرة أحمد مقرن الزواوي، واثني عشر ألف رجل من زواوة وبني عباس، أما مؤن وذخيرة الجيش فقد حملها الأسطول العثماني إلى مدينة مستغانم التي اتخذها قاعدة للعمليات وفي ١٣ أبريل وصل حسن خير الدين بكامل قوته أمام مدينة وهران وضرب حصار حولها، وكان الأسبان مستعدين لتلقي الصدمة وراء حصونهم وقلاعهم، بعد أن توالت النجدات الأسبانية والبرتغالية على وهران استجابة لنداء حاكمها، ومنذ أن صارت القوات العثمانية على مسافة مرحلتين، وبينهما كان البيلربك نفسه على بعد ست مراحل مما اضطر حسن بن خير الدين إلى رفع الحصار قبل وصول المزيد من هذه النجدات التي اتخذت من مالطة مركزاً لتجمعها وهكذا لم يستطع حسن بن خير الدين من تحقيق هدفه ذلك لأن فيليب الثاني كان قد وضع برنامجاً طموحاً للأسطول الأسباني، والبناء البحري في ترسانات إيطاليا وقطالونيا، كما وردت لخزانة أسبانية إعانة من البابوية واجتمعت سلطة قشتالة التشريعة في جلسة غير عادية، وأقرت بوجوب إمداد أسبانيا بمعونات مالية، لتساندها في حربها مع العثمانيين، ومما كانت ثمرة تلك المجهودات وإعادة التنظيم لهيكل أسبانيا وهزيمة العثمانيين في وهران.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً