إمبراطورية مالي الإسلامية قامت على أنقاض مملكة غانة الوثنية بعد أن هاجمها وأسقطها المرابطون ١٠٨٧م، الذين أخذوا على كاهلهم نشر الدين الإسلامي وفتح البلاد الوثنية. وبسقوط غانة بدأ الصراع والتنافس على عرش البلاد بين مملكتين أفريقيتين هما كانياجا وكانجابا ليكون النصر من نصيب كانجابا المسلمة بقيادة الملك سنديانا، وقد أتاح له هذا النصر الاستيلاء (في عصر الفتح والإمبراطوريات) على أكثر الأجزاء التي كانت تابعة لدولة غانة، وإقامة دولة إسلامية جديدة عرفت بدولة مالي أو ملي عام ١٢٤٠م. ونظرا للتوسع والازدهار الذي جاء في عهد الملك سنديانا نفسه، وفي عهد الملوك الذين جاءوا من بعده، صاروا يلقبون من يتولون السلطة بمنسى أي الملك الأكبر. والسلطان منسى موسى أعظم ملوك دولة مالي والذي امتد حكمه من سنة ١٣٠٧م إلى ١٣٣٢م، ويعد عصره من أزهى العصور، وقد عرف باسم كنكن موسى، وهو اسم والدته، والنسب بهذه الطريقة (أي إلى الأم) هو أمر مشهور لدى الأسر المالكة في غرب أفريقيا. وخلال فترة حكمه اتسعت حدود الدولة لتقارب مساحة كل دول غربي أوربا مجتمعة، فامتدت شمالا في الصحراء الغربية حتى اشتركت حدودها مع مراكش تقريبا، وغربا إلى المحيط الأطلسي، وشرقا حتى دولة الهوسا، وعرف عن جيشها النشاط الكبير حتى إنه فتح ٢٤ مدينة من مدن السودان في فترة قصيرة للغاية. وفي عهده ازدهرت المدن التجارية مثل مدينة تمبكتو، وسيطرت الدولة على مصادر الذهب والنحاس والملح، كما كانت ملتقى للقوافل التجارية من مراكش وشمال أفريقيا ومصر، ومما شجع على ذلك العدالة والأمن اللتان كانتا تسودان البلاد في عصره.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً