هو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري أبو عمرو المعروف بابن الصلاح، مفتي الشام ومحدثها، سمع الحديث ببلاد الشرق وتفقه بالموصل وحلب وغيرها، وكان أبوه مدرسا بالأسدية التي بحلب، وواقفها أسد الدين شيركوه بن شادي، وقدم هو الشام وهو في عداد الفضلاء الكبار، وأقام بالقدس مدة ودرس بالصلاحية، ثم تحول منه إلى دمشق، ودرس بالرواحية ثم بدار الحديث الأشرفية، وهو أول من وليها من شيوخ الحديث، وهو الذي صنف كتاب وقفها، ثم بالشامية الجوانية، وقد صنف كتبا كثيرة مفيدة في علوم الحديث أشهرها معرفة أنواع علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح، وله كتاب أدب المفتي والمستفتي، وله في الفقه وله تعاليق حسنة على الوسيط وغيره من الفوائد التي يرحل إليها، كان دينا زاهدا ورعا ناسكا، على طريق السلف الصالح، كما هو طريقة متأخري أكثر المحدثين، مع الفضيلة التامة في فنون كثيرة، ولم يزل على طريقة جيدة حتى كانت وفاته بمنزله في دار الحديث الأشرفية ليلة الاربعاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر وصلي عليه بجامع دمشق وشيعه الناس إلى داخل باب الفرج، ولم يمكنهم البروز لحصار الخوارزمية، وما صحبه إلى جبانة الصوفية إلا نحو العشرة رحمه الله وتغمده برضوانه.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً