كتب ألفنش ملك الفرنج - ومقر ملكه مدينة طليطلة -، إلى يعقوب بن يوسف بن عبدالمؤمن ملك الغرب كتاباً يستدعيه فيه ويستحثه إليه ليكون من بعض من يخضع له في مثالبه وفي قتاله في كلام طويل فيه تأنيب وتهديد ووعيد شديد فكتب السلطان يعقوب بن يوسف في رأس كتابه فوق خطه: ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون, ثم نهض من فوره فجمع العساكر، وعبر المجاز إلى الأندلس في جيش يضيق عنه الفضاء، فسمعت الفرنج بذلك، فجمعت قاصيهم ودانيهم، وأقبلوا إليه مجدين على قتاله، واثقين بالظفر لكثرتهم، فالتقوا، تاسع شعبان، شمالي قرطبة عند قلعة رياح، بمكان يعرف بمرج الحديد، فاقتتلوا قتالاً شديداً، فكانت الدائرة أولاً على المسلمين، ثم عادت على الفرنج، فانهزموا أقبح هزيمة وانتصر المسلمون عليهم (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم) , ولما انهزم الفرنج اتبعهم أبو يوسف، فرآهم قد أخذوا قلعة رياح، وساروا عنها من الرعب والخوف، فملكها، وجعل فيها والياً، وجنداً يحفظونها، وعاد إلى مدينة إشبيلية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً