توفي الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان، أخو صلاح الدين، وأحد ملوك الدولة الأيوبية. ولد بدمشق سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة (٥٣٨هـ). ولما ملك صلاح الدين الديار المصرية كان ينوب عنه في حال غيبته في الشام، ويستدعي منه الأموال للإنفاق على الجند وغيرهم. ولما ملك السلطان مدينة حلب سنة (٥٧٩هـ) أعطاها لولده الملك الظاهر غازي، ثم أخذها منه، وأعطاها للملك العادل، ثم نزل عنها للملك الظاهر غازي لمصلحة وقع الاتفاق عليها بينه وبين أخيه صلاح الدين. وآخر الأمر أنه استقل بمصر سنة (٥٩٦هـ) واستقرت له القواعد، ثم خطب له بحلب سنة (٥٩٨هـ). وملك معها البلاد الشامية والشرقية، ثم ملك اليمن سنة (٦١٢هـ)، وسير إليها ابنه الملك المسعود صلاح الدين. ولما تمهدت له البلاد قسمها بين أولاده، فأعطى الملك الكامل الديار المصرية، والملك المعظم البلاد الشامية، والملك الأشرف البلاد الشرقية، والملك الأوحد نجم الدين أيوب ميا فارقين وتلك النواحي، وكان يتردد بينهم وينتقل إليهم من مملكة إلى أخرى. وكان ملكاً عظيماً ذا رأي ومعرفة تامة قد حنكته التجارب. حسن السيرة، جميل الطوية، وافر العقل، حازمًا في الأمور صالحًا محافظًا على الصلوات في أوقاتها، مائلاً إلى العلماء. وعند وصول الإفرنج إلى ساحل الشام، توجه أمامهم إلى جهة دمشق ليتجهز ويتأهب للقائهم، فلما وصل إلى عالقين -وهى قرية بظاهر دمشق - توفي بها.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً