أخر متملك سيس الحمل الجاري به العادة، فبعث إليه نائب حلب أستاداره قشتمر الشمسي أحد مقدمي حلب على عسكر نحو الألفين، وفيهم الأمير شمس الدين أقسنقر الفارسي والأمير فتح الدين صبرة المهمندار، والأمير قشتمر النجيبي، وقشتمر المظفري، فشنوا الغارات على بلاد سيس، ونهبوا وحرقوا كثيراً من الضياع، وسبوا النساء والأطفال في المحرم، وكان قد وصل إلى سيس طائفة من التتار في طلب المال، فركب التتار مع صاحب سيس، وملكوا رأس الدربند، فركب العسكر لقتالهم وقد انحصروا، فرمى التتار عليهم بالنشاب والأرمن بالحجارة، فقتل جماعة وأسر من الأمراء ابن صبرة، وقشتمر النجيبي، وقشتمر المظفري، في آخرين من أهل حلب، وخلص قشتمر مقدم العسكر، وآقسنقر الفارسي، وتوجه التتار بالأسرى إلى خربندا بالأردن، فرسم عليهم: وبلغ نائب حلب خبر الكسرة، فكتب بذلك إلى السلطان والأمراء، فرسم بخروج الأمير بكتاش أمير سلاح، وبيبرس الدوادار وأقوش الموصلي فتال السبع، والدكن السلاح دار، فساروا من القاهرة في نصف شعبان على أربعة آلاف فارس، فبعث متملك سيس الحمل، واعتذر بأن القتال لم يكن منه وإنما كان من التتر، ووعده بالتحيل في إحضار الأمراء المأسورين، فرجع الأمير بكتاش بمن معه من غزة.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً