[اتفاقية (سايكس بيكو) وفرض الاحتلال الأوروبي على الشرق الأوسط.]
العام الهجري:١٣٣٤
العام الميلادي:١٩١٥
تفاصيل الحدث:
في الوقت الذي كان الشريف حسين بن عبدالله أمير مكة ما زال يتفاوض مع مكماهون لإعلان الثورة العربية، كانت إنكلترا تعقد صفقة جديدة مع فرنسا لتحديد مناطق النفوذ بينهما في البلاد العربية، منعا لأي خلاف قد يحدث في المستقبل وهذه الاتفاقية التي عرفت باسم واضعيها سايكس الإنكليزي وبيكو الفرنسي هي جزء من اتفاقية واسعة عقدتها دول روسيا وبريطانيا وفرنسا بين بعضها لاقتسام أجزاء كبيرة من أراضي الدولة العثمانية، وقد تم التصديق عليها في شهر نيسان سنة ١٩١٦م والحرب دائرة تراق فيها دماء العرب والمسلمين لتحقيق مطامع الحلفاء، فقد عينت الحكومة البريطانية مارك سايكس وعينت فرنسا جورج بيكو قنصلها في بيروت مندوبين عن الدولتني ليقوما بمباحثات غايتها الاتفاق على نصيب كل منهما ضمن نطاق الاتفاقية الثلاثية الكبرى، وتوصل المندوبان إلى اتفاق صادقت عليه حكومتهما في أيار ١٩١٦م واحتفظت فرنسا في هذه الاتفاقية على مساحة كبيرة من أراضي الأناضول الجنوبية وشمالي سوريا والموصل، وأما بريطانيا فاحتفظت بولايتي البصرة وبغداد ولواء كركوك إضافة إلى القسم الجنوبي من سوريا الطبيعية (أي فلسطين) واتفقت الدولتان على جعل فلسطين باستثناء منطقة النقب منطقة تخضع لحكم دولي خاص، وقضت الاتفاقية كذلك على إنشاء حكم مباشر لفرنسا في الساحل السوري وعرفت بالمنطقة الزرقاء، ويصار إلى الاعتراف بدولة عربية مستقلة تحت الانتداب الفرنسي أي سوريا الداخلية، ومثلها في منطقة النفوذ البريطاني أي شرق الأردن، فحددت الدولتان مصير العرب لوحدهما وحتى الشريف حسين لم تطلعه بريطانيا على اتفاقها مع فرنسا ولم تكشف هذه الاتفاقية إلى بعد الثورة الشيوعية سنة ١٩١٧م، وكانت هذه الاتفاقية مقدمة لإعطاء فلسطين إلى اليهود ومن ثم حلمهم الصهيوني.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً