لما انتهى الأمير ططر من أمر جقمق في دمشق وكان هو المتولي لكل أمور السلطنة عزم على خلع المظفر من السلطنة وخاصة أنه يراه صغيرا جدا على هذا الأمر، فخلعه في تاسع عشرين شهر شعبان وهو في دمشق فكانت مدة سلطنة السلطان المظفر أحمد بن المؤيد شيخ سبعه أشهر وعشرين يوماً، وتلقب السلطان الجديد بالظاهر سيف الدين أبو الفتح ططر بن عبد الله الظاهري وخطب له من يومه على منابر دمشق وكتب إلى مصر وحلب وحماة وحمص وطرابلس وصفد وغزة بذلك، ويذكر أنه كان شركسي الجنس، رباه بعض التجار، وعلمه شيئاً من القرآن وفقه الحنفية، وقدم به القاهرة في سنة إحدى وثمانمائة، وهو صبي، فدل عليه الأمير قانبيه العلاي لقرابته به، فسأل السلطان الملك الظاهر برقوق فيه حتى أخذه من تاجره، ونزله في جملة مماليك الطباق، فنشأ بينهم، وكان الملك الظاهر برقوق أعتقه بسفارة الأمير جرباش الشيخي.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً