في ليلة الأربعاء حادي عشر المحرم اجتمع المماليك الأشرفية وخرجوا إلى الإسطبلات التي تحت القلعة، وركبوا الخيول ونهبوا ما قدروا عليه، وداروا على خوشداشيتهم فأركبوهم ومضوا إلى باب سعادة من أبواب القاهرة فأحرقوه، ودخلوا إلى دار الوزارة ليخرجوا من فيها من المماليك، فلم يوافقوهم على ذلك فتركوهم، وقصدوا سوق السلاح بالقاهرة، وفتحوا الحوانيت وأخذوا السلاح، ومضوا إلى خزانة البنود وأخرجوا من فيها من المماليك، وساروا إلى إسطبل السلطان ووقفوا تحت القلعة، فركب الأمراء الذين بالقلعة وقاتلوهم، فلم يثبتوا وانهزموا وتفرقوا، فقبض عليهم من القاهرة وضواحيها ولم يفلت منهم أحد، فضربت رقاب بعضهم بباب القلعة، وقطعت أيدي جماعة وأرجلهم، وغرق غير منهم، وفيهم من أكحل، وفيهم من قطعت ألسنتهم، ومنهم من صلب على باب زويلة، ومنهم من بقي، وفرق بعضهم على الأمراء وكانوا زيادة على ثلاثمائة مملوك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً