لما وقعت البيعة للمأمون وتكامل أمرها ثار الرئيس أبو سليمان داود بن عبدالمؤمن ابن السلطان محمد الشيخ وهو ابن أخي المنصور وفر إلى جبل سكسيوة وشق العصا ودعا إلى نفسه فانثالت عليه أوشاب من البربر وغيرهم ونجم أمره وأثرت في أذن الرعية جعجعته فبعث إليه المنصور قائده الزعيم أبا عبدالله محمد بن إبراهيم بن بجة فناوشه القتال بجبل سكسيوة فهزمه وفر إلى جبل هوزالة فتحزبوا عليه وقويت بهم شوكته وأخذ يشن لهم الغارات على أهل درعة إلى أن ضاقوا به ذرعا فشكوا أمره إلى المنصور فبعث إليه قائده الذي ذكر فلم يزل في مقابلته ومقاتلته إلى أن شرده عن جبل هوزالة ففر داود منه إلى الصحراء واستقر به الرحيل بها عند عرب الودايا من بني معقل فلم يزل عندهم إلى أن هلك سنة ثمان وثمانين وتسعمائة وكُفي المنصور أمره.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً