عندما وصل «محمد علي» لسدة الحكم في مصر، أخذ في التخلص من كل القوى المنافسة له، حتى تلك التي وقفت بجانبه وساعدته في الحصول على هذا المنصب الخطير مثل العلماء ومشايخ الأزهر، والحامية الألبانية الذي هو واحد من أفرادها، ولكن كان أقوى خصوم محمد علي وأشدهم تهديدًا له هم المماليك، ولقد حاول «محمد علي» التخلص منهم عدة مرات، ولكنه فشل لكثرتهم وتخوفهم منه واتباعهم لأسلوب الكر والفر، وكان «محمد علي» داهية شديد الذكاء، لا يبالي بأي وسيلة حقق هدفه، لذلك لجأ إلى المكيدة حيث استغل مناسبة خروج إبراهيم باشا ولده على رأس حملة كبيرة للقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بنجد والحجاز، وأعد وليمة كبيرة دعا لها قادة المماليك وكبراءهم وفرسانهم وأبطالهم وذلك بالقلعة الشهيرة بالقاهرة، وذلك يوم الجمعة الموافق ٥ صفر ١٢٢٦هـ ١ مارس ١٨١١م. ولما اكتمل دخولهم للقلعة انهال عليهم الرصاص من كل مكان، فقتلوا جميعًا ما عدا «أمين بك» الذي قفز بفرسه من على سور القلعة فنجا وهرب، ثم انطلق الجنود بعد ذلك إلى بيوت المماليك وأحيائهم يقتلون من يجدونه، وهكذا استطاع محمد علي أن يتخلص من المماليك.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً