إن حميضة هرب من مكة إلى خدبندا وأغراه بالمسير إلى مكة وأن تصبح الخطبة له فيها فجرد خربندا مع الشريف حميضة من عسكر خراسان أربعة آلاف فارس وفي صحبته أمير من كبار الروافض من التتر يقال له الدلقندي، وسار حميضة بهم في رجب يريد مكة، وأخذ خربندا في جمع العساكر لعبور بلاد الشام، فقدر الله موته، فخاف مهنا من الإقامة بالعراق، فسار من بغداد وبلغ محمد بن عيسى أخا مهنا سير الشريف حميضة بعسكر المغول إلى مكة، فشق عليه استيلاؤهم على الحجاز، فلما علم بموت خربندا، وخروج أخيه مهنا من بغداد، سار في عربانه وكبس عسكر حميضة ليلاً ووضع فيهم السيف، وهو يصيح باسم الملك الناصر، فقتل أكثرهم، ونجا حميضة، ووقع في الأسر من المغول أربعمائة رجل، وغنم العرب منهم مالاً كثيراً وخيولاً وجمالاً، وكتب بذلك إلى السلطان فسر به، وأعاد الإمرة إلى مهنا، واستدعى محمد بن عيسى، فقدم إلى مصر وشمله من إنعام السلطان شيء كثير.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً