بنو سلجوق أتراك ينتسبون إلى جدهم سلجوق، وينتمون إلى قبيلة تركية كبيرة تسمى الغُزّ. وقد نزلوا على نهر سيحون، واتصلوا بخدمة التركمان في بلاد ما وراء النهر، وراح جدهم سلجوق يتقدم في خدمة ملك الترك حتى وصل إلى قيادة الجيش، وكان بارع الحديث، كريمًا، فاستمال الناس إليه، وجمعهم مِن حوله، فانقادوا له وأطاعوه. وخافت زوجة ملك الترك على زوجها منه، فأغرته بقتله، وعرف سلجوق ما يدبر له في الخفاء، فجمع مَنْ حوله، وسار بهم حتى مدينة جَنَد، وأقام هناك في جوار المسلمين ببلاد تركستان. ولما جاور سلجوق المسلمين، وتعرف على أخلاق الإسلام أعلن إسلامه على مذهب أهل السنة، واعتنق الغُزُّ الإسلام معه. وعندئذ بدأ في غزو كفار الترك، وكان ملكهم يأخد إتاوة من المسلمين في تلك الديار، فقطعها سلجوق وطرد نوابه. كان لسلجوق من الأولاد أربعة هم: أرسلان، وميكائيل، وموسى، ويونس. ولقد أعد سلجوق أبناءه وأحفاده للغزو والفتح، فلقد استطاع أحد أحفاده وهو طغرل أن يستولى على إقليم مرو خراسان سنة ٤٢٩هـ في الشمال الشرقى من فارس، ثم استولى على نيسابور ٤٣٢هـ، وعلى حَرَّان وطبرستان عام ٤٣٣هـ، وعلى خوارزم عام ٤٣٤هـ، وأصبهان عام ٤٣٨هـ /١٠٤٧ م.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً