[وصول السلطان مسعود إلى العراق وخلع الخليفة الراشد.]
العام الهجري:٥٣٠
الشهر القمري:ذو القعدة
العام الميلادي:١١٣٦
تفاصيل الحدث:
حصل اجتماع الأمراء والملوك، ببغداد، على خلاف السلطان مسعود، والخطبة للملك داود ابن أخيه السلطان محمود، فجمع السلطان مسعود العساكر وسار إلى بغداد، ولما وصل السلطان نزل على بغداد وحصرها وجميع العساكر فيها وثار العيارون ببغداد وسائر محالها، وأفسدوا ونهبوا، وقتلوا، وحصرهم السلطان نيفاً وخمسين يوماً فلم يظفر بهم، فعاد إلى النهروان عازماً على العود إلى همذان، فوصله طرنطاي صاحب واسط ومعه سفن كثيرة، فعاد إليها وعبر فيها إلى غربي دجلة، وأراد العسكر البغدادي منعه فسبقهم إلى العبور، واختلفت كلمتهم، فعاد الملك داود إلى بلاده وتفرق الأمراء، وكان عماد الدين زنكي بالجانب الغربي فعبر إليه الخليفة الراشد بالله وسار معه إلى الموصل في نفر يسير من أصحابه، فلما سمع السلطان مسعود بمفارقة الخليفة وزنكي بغداد سار إليها واستقر بها، ومنع أصحابه من الأذى والنهب. وكان وصوله منتصف ذي القعدة، فسكن الناس واطمأنوا بعد الخوف الشديد، وأمر فجمع القضاة والشهود والفقهاء وعرض عليهم اليمين التي حلف بها الراشد بالله لمسعود، فأفتوا بخروجه من الخلافة، فتقدم السلطان بخلعه وإقامة من يصلح للخلافة، فخلع وقطعت خطبته في بغداد وسائر البلاد، وكانت خلافته أحد عشر شهراً وأحد عشر يوماً، ثم في سنة ٥٣٢هـ في الخامس والعشرين من رمضان وثب عليه نفر من الخراسانية الذين كانوا في خدمته، فقتلوه وهو يريد القيلولة، وكان في أعقاب مرض وقد برىء منه، ودفن بظاهر أصفهان بشهرستان، فركب من معه فقتلوا الباطنية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً