إن القضية الكردية في العراق بدأت تظهر بشكل ملموس عندما انعقدت جلسة مجلس الوزراء في ذي القعدة ١٣٤١هـ / ١١ تموز ١٩٢٣م وبعد زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى منطقة السليمانية فتقرر يومها عدم تعيين أي موظف عربي في الأقضية الكردية عدا الفنيين وعدم إجبار الأكراد على استعمال اللغة العربية حتى في مراجعاتهم وخطاباتهم للحكومة، وكان هناك رجل هو محمود المعروف ممن برزوا في السليمانية فعندما انسحب العثمانيون من العراق لصالح الإنكليز أراد القائد العثماني أن يستفيد من محمود ونفوذه فأمده بالمال وترك له فوجا يتصرف بإمرته والإنكليز لم يكونوا وصلوا للسليمانية، ولما رأى محمود أن القوة أصبحت للإنكليز لا للعثمانيين فأراد الاتصال بهم فكتب إلى ولسن القائد اإنكليزي في كركوك وطلب منه أن يشكل حكومة في السليمانية برئاسته وتكون تابعة لتوجيه الإنكليز فوافق على ذلك الإنكليز وأخذوا الفوج العثماني وعين محمود حاكما على السليمانية براتب معين ومعه مستشار عسكري هو النقيب دانليس ولكن الحكومة الإنكليزية تعرف أنه مجرد تابع فتصرفت كما شاءت لا كما شاء هو ونظرت لمصالحها لا لمصالحه، فأعلن محمود سيطرته على السليمانية واحتلها وأخذ الضباط الإنكليز أسرى وذلك في شعبان عام ١٣٣٧هـ / أيار ١٩١٩م وجعل لنفسه علما خاصا هو الهلال الأحمر على الأرضية الخضراء وعمل طوابع بريدية خاصة وهاجم الجيش المرابط في مضيق طاسلوجه وسيطر على المنطقة، لكن الإنكليز سيروا له فرقة فحاصرته في مضيق دربند بمعاونة بعض الزعماء الأكراد فاستطاعت القبض عليه وقدم للمحكمة التي حكمت عليه بالإعدام ثم خفف للمؤبد ونفي إلى الهند ثم بعد ثلاث سنوات أعيد للسليمانية وسلم الحكم مرة أخرى فعاود إعلان استقلاله فيها فجرد الجيش العراقي حملة عليه احتلت السليمانية في ذي الحجة ١٣٤٢هـ / تموز ١٩٢٤م ولكن محمود طرد الجيش العراقي منها فأرسلت عليه الطائرات التي شتت شمله.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً