فيليب حتى النصراني، ولد في بلدة شملان التابعة لمحافظة جبل لبنان في (٢ من رمضان١٣٠٣هـ = ٢٢ من يونيو ١٨٨٦م)، وتلقى علومه الابتدائية في مدرسة القرية علي يد قسيس كنيسة شملان، ثم التحق بمدرسة سوق الغرب الأمريكية الثانوية، وبعد أن تخرج فيها التحق بالجامعة الأمريكية ببيروت، وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم ولم يلبث أن عمل بالتدريس فيها بعد تخرجه لمدة ثلاث سنوات. ورحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فلم يضيع تلك الفرصة في سنة (١٣٣١هـ=١٩١٣م) والتحق بجامعة كولومبيا، وحصل منها على درجة الدكتوراة سنة (١٣٣٣هـ=١٩١٥م) ثم عينته الجامعة مدرسا في قسم الدراسات الشرقية، ثم عاد للبنان سنة (١٣٣٨هـ= ١٩٢١م)، وعمل في الجامعة الأمريكية ببيروت أستاذا للتاريخ العربي، وتخرج على يديه عدد من رجال الأدب والفكر والتاريخ من أمثال: جبرائيل جبور، وقسطنطين زريق، وأنيس فريحة، وفؤاد صروف، البعض أسموه (أبا التاريخ) وهذا الذي فتن به أهل الشرق كان مؤرخا غزير الإنتاج، أفرد للتاريخ العربي العام كتابيه:"تاريخ العرب" الذي يعتبر من أشهر كتبه على الإطلاق، و"صانعو التاريخ العربي". وأفرد للبنان كتابه "لبنان في التاريخ" وكتاب "تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين"، ترجمه إلى العربية جورج حداد وعبد الكريم رافق، "سورية والسوريون من نافذة التاريخ". وفي مجال تحقيق التراث نشر كتاب "مختصر الفرق بين الفرق" لابن منصور البغدادي، وقام بتحقيق كتاب "نظم العقيان في أعيان الأعيان"، لجلال الدين السيوطي وكتاب "الاعتبار" لأسامة بن منقذ، وإلى جانب ذلك ترك عددا ضخما من المؤلفات العربية والإنجليزية، ترجم معظمها ومن هذه الكتب:"الإسلام في نظر الغرب"، و"الإسلام منهج حياة"، ويذكر أن فيليب حتى شكك في القرآن حيث يقول: ومن يتحر القرآن يجد لسوره ترتيبًا سطحيا مبنيا على نظام الطول والقصر، وقد لخص رأيه في الإسلام قائلا: إن بعض النصارى من أهل أوروبا وأهل الشرق يكون عندهم في العصور الوسطي رأي يستند إلي ما بين الإسلام واليهودية والنصرانية من التشابه مؤداه أن الإسلام بدعة نصرانية أكثر منه دينًا جديداً. ويقول عن الصلاة: لقد نجح الإسلام في ترتيب صلاة الجمعة على منوال اليهود في عباداتهم بالكنيس إلا أنه تأثر من بعد بطقوس صلاة الأحد التي يمارسها النصارى. فهو ليس كما يزعم البعض عنه أنه مؤرخ معتدل بل وصفه بعضهم بالالتزام بالموضوعية والمنهج العلمي، وله افتراءات في التاريخ بينها وكشف زيفها الكاتب عبد الكريم علي باز في كتابه (افتراءات فيليب حتّى وكارل بروكلمان على التاريخ الإسلامي) توفي فيليب حتى في ٢٧ من المحرم سنة ١٣٩٩هـ =٢٤ من ديسمبر ١٩٧٨م في مدينة برنستون - أمريكا.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً