[وفاة ملك الحفصيين المنتصر محمد وقيام أخيه عثمان.]
العام الهجري:٨٣٩
العام الميلادي:١٤٣٥
تفاصيل الحدث:
مات ملك تونس وبلاد إفريقية من الغرب، السلطان المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس، في يوم الخميس حادي عشرين صفر بتونس، ولم يتهن في ملكه لطول مرضه وكثرة الفتن، وسفكت في أيامه - مع قصرها - دماء خلق كثير، وقام بمملكة تونس من بعده أخوه شقيقه عثمان، فقتل عدة من أقاربه وغيرهم، وكان من خبر المنتصر أنه ثقل في مرضه، حتى أقعد، وصار إذا سار يركب في عمَّاريّه على بغل، وتردد كثيراً إلى قصر بخارج تونس للتنزه به، إلى أن خرج يوماً ومعه أخوه أبو عمرو عثمان صاحب قسنطينه، وقد قدم عليه وولاه الحكم بين الناس، ومعه أيضاً القائد محمد الهلالي، وقد رفع منه حتى صار هو وأبو عمرو عثمان المذكور - مرجع أمور الدولة إليهما، وحجباه عن كل أحد، فلما صارا معه إلى القصر المذكور تركاه به، وقد أغلقا عليه، يوهما أنه نائم، ودخلا المدينة، وعبرا إلى القصبة واستولى أبو عمرو على تخت الملك، ودعا الناس إلى بيعته، والهلالي قائم بين يديه، فلما ثبتت دولته، قبض على الهلالي، وسجنه، وغيبه عن كل أحد، ثم التفت إلى أقاربه، فقتل عم أبيه الأمير الفقيه الحسين بن السلطان أبي العباس، وقتل معه ابنيه وقد فر بهما إلى العرب، فنزل عندهم، فاشتراه منهم بمال جم، وقتل ابني عم أبيه الأمير زكريا بلد العناب ابن أبي العباس، وقتل ابني الأمير أبي العباس أحمد صاحب بجاية، فنفرت عنه قلوب الناس، وخرج عليه الأمير أبو الحسن بن السلطان بن أبي فارس عبد العزيز، متولي بجاية.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً