بدأ فيليب الثاني يستعد لاحتلال جزيرة باديس وتشجع بذلك النصر الذي حققه في وهران، وتوجه لذلك أسطولاً في هذه السنة, فقاومه المجاهدون مقاومة عنيفة، واضطر الأسطول إلى التراجع والجدير بالذكر أن جزيرة باديس كانت أقرب نقطة مغربية إلى جبل طارق، وأنها كانت بالنسبة للمجاهدين ميناءً هاماً، إذ يمكنهم من خلالها العبور للأندلس، كما يمكنهم التسلل لداخل الأراضي الأسبانية لتقديم المساعدة للمسلمين هناك والذين أطلقوا على أنفسهم الغرباء، وهذا مادفع الأسبانيين الهجوم عليها من خلال محاولتهم السابقة كما كانت جزيرة باديس بالإضافة إلى ذلك مثار رعب وخوف لدى السلطان السعدي الغالب بالله، إذ خاف السلطان أن يخرج الأسطول العثماني من تلك الجزيرة إلى المغرب، فاتفق مع الأسبان أن يخلي لهم الأدالة من حجرة باديس ويبيع لهم البلاد ويخليها من المسلمين، وينقطع أسطول العثمانيين في تلك الناحية، مقابل الدفاع عن شواطئ المغرب إذ هاجمها الأسطول العثماني الذي علم بتلك المؤامرة فانسحب ورجع إلى الجزائر كما عزل بويحي رايس من منصبه في باديس في أواخر هذا العام, وانصرف العثمانيون عن الحرب في غرب البحر المتوسط، إذ توجه نشاط الأسطول الحربي إلى جزيرة مالطة في الشرق.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً