اعتمد الجيش الفرنسي وقادته استراتجية الحرب الشاملة في تعاملهم مع الشعب الجزائري، وكان الهدف المنشود من وراء هذه الاستراتيجية الإسراع في القضاء على تلك المقاومة المستميتة التي أظهرتها مختلف فئات الشعب وعلى جميع الأصعدة للهيمنة الأجنبية وكانت البداية بمذبحة البليدة على عهد الجنرال كلوزيل، ثم مذبحة العوفية إلى عهد الدوق دي ريفيقو، التي كشفت طبيعة الإبادة الجماعية، كأسلوب سياسة فرنسا في الجزائر. وكان أشهر المذابح مذبحة غار الفراشيش على يد العقيد بليسييه، ناهيك عما اقترفه المجرم كافينياك في حق قبائل الشلف، وحيث طبق طريقة تشبه الإعدام عن طريق الاختناق، فكانت مجزرة قبائل السبيعة. ولم تنحصر عملية إبادة العنصر البشري على منطقة محددة في الجزائر، بل أصبحت هواية كل قائد عسكري فرنسي، أوكلت مهمة بسط نفوذ فرنسا ورسالتها الحضارية ويعترف أحد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره، قائلا: إننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى والأشجار والحقول والخسائر التي ألحقها فرقتنا بأولئك السكان لا تقدر. إذا تساءل البعض، هل كان عملنا خيرا أو شرا؟ فإني أجيبهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإخضاع السكان وحملهم على الرحيل ...
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً