في مطلع القرن الثالث اضطرب حبل الأمن في تهامة بخروج قبائل عك والأشاعر فيها وتعذر على والي المأمون الإفريقي الشيباني السيطرة على الأمور، فارتأى المأمون أن تكون تهامة إمارة تتبع بغداد مباشرة مع وجود والٍ على بقية اليمن. وهكذا أشار وزير المأمون الفضل بن سهل بتعيين القائد الأمير الأموي محمد بن عبد الله بن زياد (أحد أحفاد الأمير المشهور زياد بن أبيه) أميراً على المنطقة التي وصلها على رأس قوة عسكرية في عام (٢٠٣هـ /٨١٨م) وأمر بتأسيس عاصمة لإمارته فاختط مدينة (زبيد) في العام التالي (٢٠٤هـ /٨١٩م) ومن البداية دخل ابن زياد في قتال وصراع استمر ثلاث سنوات تلقى خلالها مدداً عسكرياً من المأمون حتى تم له السيطرة على كل المنطقة وامتد نفوذه إمارته من (حلي بن يعقوب) في الساحل شمالاً إلى عدن وحضرموت وما حولها جنوباً وكذا مخلافي الجند وجعفر (إب) في الداخل. تمكن ابن زياد طيلة حكمه الذي استمر أربعة عقود من تكوين إمارة قوية مزدهرة تدين بالولاء لبغداد ثم دبَّ الضعف والتفكك في الإمارة بشيخوخة (أبي الجيش) وفي آخر الأمر أسس نجاح وهو مملوك حبشي لمرجان دولة (بني نجاح) في زبيد سنة ٤١٢هـ /١٠٢١م وبهذا انقرضت دولة بني زياد.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً