حدثت معركة بقعاء بين زعماء القصيم وجبل شمر وملخصها أن غازي ضبيان رئيس الدهامشة من عنزة أغار على ابن طوالة من شمر فأخذ منهم إبلاً وأغناماً لأهل حائل، فأغار عبدالله بن علي بن الرشيد رئيس الجبل على غازي فأخذ منهم إبلاً كثيرة فغضب لهم أمير بريدة لأن غازياً من أهل القصيم فنادى أمير بريدة في حرب ابن الرشيد وكان أهل القصيم قد اتفقوا فيما بينهم لمحاربة كل من يقصدهم بعداوة مهما كانوا، وأجمعوا على حرب ابن رشيد، وكان معهم حلفاء وأتباع فأغاروا على شمر فأخذوا منهم أموالا كثيرة من الإبل والغنم والأثاث، قال يحيى أمير عنيزة لعبدالعزيز أمير بريدة دعنا نرجع فهذا العز والنصر كفاية فأقسم أن لا يرجع فتجهز يحيى بن سليمان بجنود كثيرة من أهل عنيزة وأتباعهم وتجهز عبدالعزيز أمير بريدة بأهل بريدة وجميع بلدان القصيم واجتمعوا على موضع ماء يسمى (بقعاء) ليقاتل ابن الرشيد في بلده حائل فساروا إلى الجبل ونزلوا بقعاء المعروفة في جبل شمر فخرج إليهم أهلها فأمسكوهم عندهم ونزلت عربان عنزة على ساعد الماء المعروف عند بقعاء فلما علم بذلك عبدالله ابن الرشيد أمر أخاه عبيد العلي وفرسانا معه أن يغاروا على عربان عنزة فشنوا عليهم الغارة قبل الفجر فحصل قتال عظيم بينهم، مرة يهزمونهم العربان ومرة يهزمهم عبيد وأتباعه هذا ويحيى وعبدالعزيز في شوكة أهل القصيم ينتظرون الغارة في بقعاء إلى طلوع الشمس فلما لم يأتهم أحد والقتال راكد على أصحابهم فزع يحيى بن سليمان بالخفيف من الرجال وأهل الشجاعة على أرجلهم فلما وصلوا فإذا عبدالله العلي الرشيد ومعه باقي جنوده قد ورد عليهم مع أخيه عبيد فانهزم عربان القصيم لا يلتفت أحد على أحد وتبعتهم خيول شمر يأخذون من الإبل والأغنام وتركوا يحيى بن سليمان ومن معه في مكانهم لا ماء معهم ولا ركاب فلما رأى عبدالعزيز ومن معه ذلك انهزموا وركبوا ركائب يحيى ومن معه وتركوهم ثم وقع القتال بين يحيى وابن رشيد أسر في نهايتها يحيى ثم قتل. وقد قتل في هذه المعركة الواقعة كثير من رؤساء أهل القصيم ووجهائهم وتجارهم وغنم فيها ابن رشيد كثيرا ً من المال والسلاح.
(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً